حين تم إصدار لعبة Elden Ring في شهر فبراير، لم أتردد لوهلة في تجربة اللعبة، فقد كنت متلهفًا منذ أشهر لذلك. فلدي فكرة عن أن مخرج اللعبة (ميازاكي) والكاتب المميز (جورج آر آر مارتن) لا يستطيعان تقديم سوى تحفة فنية في عالم ألعاب الفيديو. منذ فبراير، ومنذ التجربة الأولى للعب أدركت أني أمام عظمة في مجال ألعاب الفيديو. لكن لقلة الموارد التعليمية والمقالات والفيديوهات في الإنترنت عن اللعبة، لم أعرف ماذا أفعل، وقد كنت تائها داخل عالمها. مع الوقت تعلمت واستفدت من موارد كثيرة، وفهمت اللعبة بشكل أعمق من أبسط مفاهيمها إلى الـ Lore والقصة. فأصبحت المفضلة لدي، بل و أفضل لعبة في سنة 2022 كما حال الكثيرين.
حين تم ترشيح لعبة Elden Ring للعبة السنة، وحصولها عليها كذلك. انتقد الكثيرون القرار، خصوصا في مجتمعات الجيمينغ العربية على منصات التواصل الاجتماعي، بتعليقات مثل: إنها لعبة Overrated، أو God of War أفضل منها بمراحل، وتعليقات شبيهة. كنت أود الرد عليهم، أخبرهم أنها لعبة مثالية من كافة النواحي، لكن لا يمكنك اقناع شخص بشخص. فتذكرت أنه لدي موقع ويب اسمه أكوا ويب 😁 يمكنني أن أشارك عبره أفكار اللعبة، وأسرد للجميع لما Elden Ring حظيت بجائزة لعبة السنة وأكثر من 100 جائزة أخرى.
أسباب تجعل لعبة الفيديو Elden Ring الأفضل في سنة 2022 ... وربما في تاريخ الألعاب أيضا !
فور أن تتضح لك معالم اللعبة، فمن دون شك ستصنفها من بين أفضل الألعاب لديك، ومن لم يجرب اللعبة فقط من ينتقدها بشراسة. لا يتعلق الأمر فقط بلعبة Elden Ring، بل قصتها وشخصياتها وأهدافها حتى. فإن خالجك شعور الشك أن لعبة Elden Ring لا تستحق، فمن شأن الأسباب التالية أن تغير رأيك.
نود الإشارة هنا أننا لن نتحدث عن اللعبة من نمط ميكانيكية اللعبة والتطوير، فلن أخبرك مثلًا أن القفز والتدحرج وتعدد الأسلحة وميكانيكيات اللعب هي ما جعلتها كذلك. فلا يتم أخذ مثل هذه الأشياء في تصنيف ألعاب الفيديو بشكل كبير.
4 - تشكيل اللعبة بشكل عام
تُصنف وتُنعت لعبة Elden Ring بـ 3 أوصاف رئيسية: أنها لعبة Souls ثم RPG ثم Open World. ونظريًا لا يوجد لعبة فيديو في العالم تقدم التصنيفات الثلاث معًا. فمعظم ألعاب الـ Souls تتخذ منحى خطي في نمط اللعب (Linear)، أي تحتاج للقضاء على الـ Boss الأول من أجل الوصول للثاني، وهذا ما يجعلها ألعابًا صعبة مثل سلسلة Dark Souls أو Bloodborn.
لعبة Elden Ring غايرت هذا المفهوم كليًا، فهي لعبة Souls ترتبط حياتك بالـ Grace وتطور تقنيات اللعب (أسلحة و Levels ) باستخدام الـ Runes التي تحصل عليها مقابل قتل أي شيئ تقريبا في اللعبة. ثم لعبة RPG متكاملة، تتفاعل معها مع الـ NPC's وتقرر إن كنت تريد مساعدتهم أم لا. ثم أخيرًا وكما هو واضح فهي لعبة Open World تذهب أينما تشاء وتفعل ما تشاء.
3 - طريقة تصميم اللعبة بشكل خاص
إنه أكثر شيئ يدهشني في لعبة Elden Ring، طريقة تصميم اللعبة. يمكنني اختزال الأمر وإخبارك أن اللعبة قد تصميمها بـ 3 طرق مختلفة، ولتوافق 3 أنماط من اللاعبين:
تصميم يحافظ على أساسيات ألعاب الـ Souls (وموجهة للـ Souls Veterans):
تصميم موجه لمن يريد إنهاء اللعبة والـ Speedrunners
- شخصية Godrick
- شخصية Rennala: الـ Boss الثاني بعد Godrick موجودة في Raya Lucaria Academy. بعد القضاء عليها تفتح في وجهك الكثير من الأشياء الأخرى ويمكن تقنيًا في هذه المرحلة الإنتقال لقتل باقي الـ Bosses في اللعبة بشكل شبه عشوائي.
- شخصية Rykard
- شخصية Morgott
- شخصية Fire Giant
- الـ Godskin Duo
- شخصية Maliketh
- شخصية Gideon
- شخصية Godfrey
- شخصية Radagon
- ثم شخصية Elden Beast
تصميم موجه لعشاق الاستكشاف والمهمات
2 - الـ NPC's و المهمات الجانبية والنهايات المظلمة
إن قمت باتباع نمط اللعب الثاني في اللعبة (وهو قتل الـ Bosses الرئيسية وإنهاء اللعبة) ستحصل في الأخير على نهاية واحدة فقط، تصبح فيها أنت الـ Elden Lord (سنفسرها أكثر في مرحلة الـ Lore) وتسمى Age of Fracture. لكن، إن جربت التواصل مع الـ NPC's، قضاء حوائجهم، تلبية رغباتهم، وإنجاز مهماتهم، سيكون بين يديك في نهاية اللعبة تقريبا 7 نهايات مختلفة ... فكيف ذلك؟
تضم اللعبة الكثير من الـ NPC's وبعضها يتعارض مع البعض الآخر (مثلا شخصية Seluvis سيطلب منك قتل NPC آخر وهو Nepheli). لكن يوجد مسار (Pattern) معقد نوعا ما لكن ان اتبعته يمكنك إنجاز كل الـ Quests والمهمات للـ NPC's دون قتل بعضهم البعض.
بالمناسبة: لا تقتل أي NPC ... تم تصميم اللعبة ليموت في النهاية جميع الـ NPC's فلا تقم بقتلهم في البداية بغية الحصول على لباسهم مثلًأ، ففي النهاية سيموتون وستحصل على عدتهم.
يوجد NPC's ذات مهمات عادية أو جانبية وغير ضرورية أحيانا، مثل Alexander The Jar الذي يريد أن يصبح أقوى فقط. أو Kenneth Haight الذي يريد استرجاع قلعته. ويوجد NPC's بنهايات حزينة مثل Boc لكن نهايته لا تؤثر على مساق اللعبة. لكن يوجد شخصيات تؤثر على مسار اللعبة كليًا، وتخدم مصالح خاصة، بل إنهاء الـ Quest الخاصة بها يوفر لك نهايات مختلفة، وهذه الشخصيات هي:
- شخصية Ranni: توفر نهاية مجهولة أو سرية (The Secret Ending) تتواصل أعماقها لـ Lore الخاص بالقصة.
- شخصية Fia: توفر نهاية Duskborn Ending.
- شخصية Dung Eater: توفر نهاية Blessing of Despair وتعتبر من أحزن النهايات للعبة Elden Ring.
- شخصية Golden Mask: نهاية Age of Order Ending.
- نهاية Frenzied Flame: وتتطلب شخصيات NPC's متعددة أهمها Hyetta.
1 - القصة و الـ Lore والأفكار المميزة ... دراما ملحمية ومليئة بالحزن
القصة العامة ... نظام جديد بحكم الـ Elden Lord
صراع الشمس والقمر
حرق الجميع بالنار المجنونة
نهاية الـ Frenzied Flame هي من بين أسوأ النهايات في اللعبة، وذات قصة مختلفة كليًا. وهنا تظهر براعة (جورج آر آر مارتن) في السرد والكتابة وتشكيل القصة. تبدأ قصة الـ Frenzied Flame ( دعنا نلقبها بالنار المجنونة) حين تلتقي بشخصية Hayetta، فتاة عمياء تبحث عن والدها، ثم بعد أن تنفذ طلبها ستطلب منك تقديم عنصر خاص يحمل اسم (The Eye of Shibiri) الذي يمكنها من الإبصار لوهلة. بعد أن تقوم بذلك لفترات، ستدعوك للتعرف على نظام The Three Fingers ( فضائي مختبئ أسفل الأرض، والذي يريد أن يعطيك قوته الخارقة، الـ Frenzied Flame، ويملك عداوة ضد الفضائي الأصلي The Two Fingers الذي يحكم العالم) ... ألم أخبرك أن القصة فيها فضائيون !
في هذه المرحلة وقبل أن توافق، عليك أن تعلم أن كل شيئ سيتغير، فشخصية (Malena) التي اعطتك الحصان في البداية ورافقتك في دربك ستنزعج، وستغادر والحصان معًا، ستضطر إلى حرق الـ Erd Tree ( الشجرة الككبيرة التي تمد العالم بالطاقة )بنفسك، وستسيطر عليك النار المجنونة وستقتل الجميع لتصبح أنت The Lord of Frenzied Flame. نهاية حزينة بالفعل لكل الـ NPC's ورفقائك الذين ساندوك في الوصول إلى العرش. فالكل سيموت !
لنقتل الجميع
من النهايات الحزينة والكئيبة للعبة، وإظهار لجزء آخر من أجزاء قصة و Lore اللعبة. وتتم عبر شخصية (Fia) فتاة عاشقة تقدم لك العطف والحنان، لكنها تبحث عن خائن قتل أحبابها وستطلب منك البحث عنه. بعد أن تجده ستقتله Fia بنفسها، وستذهب في رحلة للمجهول لتجدها في مراحل متقدمة في اللعبة على سريرها نائمة بجانب تمثال (Godwyn - سالف الذكر وغير الموجود في اللعبة -) ميتًا أو مقتولًا. مكتئبة من حالها، طالبة المعونة في التخلص من أسوأ كوابيسها (حرفيا ستدخل حلما لها وتقتل تنينا هناك). بعد ذلك، تُقتل (Fia) على يد خائن آخر، وتقدم لك جائزة سيئة للغاية، الـ Death Rune.
استخدام الـ Death Rune كنهاية للقصة سيقتل الجميع، ويحقق غاية (Godwyn) في التخلص من الكل عبر نهاية Ending of the Death Prince. اترى كيف أصبحت القصة أكثر سوادًا.
لا أمل مع الحياة ... قصة The Dung Eater
في كل مرة أرغب فيها أن أحكي عن شخصية، يجب علي أن أحترم الكاتب (جورج آر آر مارتن) عن دهائه وذكائك، إنه رجل عبقري فذ. قصة ونهاية The Dung Eater يتجادل فيها الكثيرون إذا ما كانت أسوأ نهاية للعبة. تبدأ القصة حين تصادف خيال The Dung Eater، شخصية بائسة، أصابتها لعنة الـ Omen (وهنا وجب مجددا الاشارة لقصة الـ Omens وهم أشخاص أشبه بالأشجار تم تعذيبه وقصهم على مدار قرون، إن لعبت اللعبة فهو يشبه شخصية Margrit / Morgott ). جسد The Dung Eater مأسور وخياله هو ما تتواصل معه، يمكنك تحريره عبر إنجاز مهمته، ثم في النهاية قتله وتخليصه من عذابه ليعطيك Rune of Despair وهي نهاية جديدة للعبة.
النهاية مأساوية وسيئة. فالكل ستصيبه اللعنة، والكل لن يكون قادرًا على عيش حياة طبيعية، بل سيأكلون البراز كوسيلة للبقاء على قيد الحياة. فالحياة لا أمل فيها من وجهة The Dung Eater.
نريد هنا الإشارة بشكل سريع إلى الـ Mending Rune ونقصد بها رغبة الشخصية. فمثلا Mending Rune الخاصة بـ Fia رغبتها قتل الجميع، فتمتلك أنت هذه الرغبة، فتصبح نهاية من نهايات اللعبة.
في الترايلر البدئي للعبة (الفيديو الذي يظهر حين تبدأ اللعبة أول مرة) فإن كل هذه الشخصيات تظهر، مع وصف مختصر لحالها، وتعلقهم بطور القصة الرئيسي:
لهذا هذه العظمة تستحق جوائز كثيرة
لا يمكن إطلاقًا المجادلة أن لعبة تملك هذا الكم من القصة، الحياة، القتال، العالم المفتوح، نظام الـ Souls، الشخصيات و الـ Lore أن تكون ندًا للعبة مثل القط المتشرد (Stray) أو غيرها. فلا تستغرب لما حظيت لعبة Elden Ring بكل هذه الجوائز، فهي لعبة هائلة للغاية. وتستحق أكثر من الجوائز التي حصلت عليها حتى الآن. ولازلنا سنرى الكثير من المحتوى و الـ DLC الذي سيوسع طور القصة و الـ Lore أكثر فأكثر.