قد فاق عدد مستخدمي أجهزة الأندرويد أزيد من 70% من إجمالي مستخدمي الهواتف الذكية بأنظمة أخرى، و ذلك لمدى حرية و شعبية نظام الأندرويد و كونه متاح كذلك على مختلف الشركات المصنعة للهواتف الذكية و ليس فقط شركة واحدة كما تفعل آبل، إلا ان العائق الذي قد يجده أي مستخدم - محترف - لنظام الأندرويد قد يكون عدم إمكانية تشغيل تطبيقات محددة لعدم إمكانية الوصول إلى صلاحيات الأدمن في النظام او ما يُصطلح عليه بالروت (Root).
و يتسائل الكثيرون عن ماهية هذا الروت (Root)، و ما الفوائد التي قد تعود علي بإضافة الروت في هاتفي الذكي، و أيضا كيف يمكن من أساسه إضافته ؟
في هذا المقال سنأخذك في جولة لما يعرف بالروت، و سنقوم بإطلاعك على أهم الفوائد و الإجابيات الخاصة بالروت، ثم أهم السلبيات كذلك للروت، و في الأخير سنُطلعك على بعض الطرق الممكنة لإضافة الروت لهاتفك الذكي ذو نظام تشغيل أندرويد.
ما هو الروت (Root) ؟
نظام الأندرويد مبني على نواة اللينكس (Linux Kernel) مما يجعل البنية التحتية للنظام مشابهة بشكل كبير لنظام اللينكس، هذا الأخير الذي لا يسمح لك بتنصيب اي برمجية او إستخدامها أحيانا دون صلاحيات الادمن.
لنفهم صلاحيات الأدمن يجب ان يتماشى معها بالتوازي صلاحيات المستخدم، يوجد مستخدمين لأي نظام اللينكس، المستخدم العادي الذي لديه الحق في إستخدام البرمجيات المنصبة مسبقا في النظام، الإطلاع على الملفات، مشاهدة الفيديوهات و ممارسة عمله الإعتيادي على الحاسوب، ثم يوجد المستخدم SuperUser الذي يمتلك صلاحيات الأدمن، الذي يستطيع تنصيب و إدارة البرمجيات الموجودة مسبقا في النظام، حذف أي برمجية أخرى، بل و حتى التغيير الجذري في هيكلة النظام بأكمله، فاللينكس في الأخير أداة يمكن تركيبها و تعديلها كما تشاء. في اللينكس يمكنك الإنتقال من مستخدم عادي لأدمن بإستخدام كلمة السر الخاصة بالأدمن فقط.
إيجابيات و فوائد الروت :
للروت إيجابيات كثيرة، فأن تملك التحكم الكامل في هاتفك أفضل من أن يكون إستخدامك له محدودا في إستخدام تطبيقات مواقع التواصل الإجتماعي او تطبيقات خفيفة و بسيطة، كمستخدم للأندرويد سأود تنصيب تطبيقات توفر لي خدمات أكبر و أفضل خصوصا تلك التي تتطلب الوصول لأذونات كبيرة في الهاتف مثل تطبيقات الإطلاع على معلومات الشبكة او حظر المتطفلين بإستخدام هاتفك الذكي.من أهم إيجابيات الروت بالنسبة للمستخدم هو تغيير الستايل التقليدي للجهاز، بحيث يوجد إضافات و ثيمات تقوم بتغيير هاتفك بشكل جذري و الإنسلاخ من الواجهة التي توفرها لك الشركة المصنعة للهواتف الذكية.
ثم ننتقل حقا لأهم الفوائد للروت التي يعشقها الكثيرون و هي تطبيقات و برمجيات الإختراق، نعلم جيداً ان اللينكس نظام جيد حين يتعلق الأمر بتنصيب بيئة الإختراق المثالية، و قد إستعرضنا عدة تطبيقات إختراق للأندرويد التي تقوم بتحويل هاتفك الذكي الى أداة فتاكة في الإختراق، لكن هذا لا يمكن ان يحدث دون الحصول على الروت في هاتفك الذي يمكنك من الوصول لأعمق المستويات في النظام و تنفيذ تلك العمليات.
- سلبيات الروت :
بالرغم من أنه يوفر لك إمكانية تشغيل تطبيقات عديدة و ممارسة أعمال أخرى في هاتفك غير إستخدامه في الإتصال و تصفح فيسبوك و اليوتيوب، إلا انه لديه سلبيات أخرى كذلك.أول الأشياء أولا الهاتف يفقد الضمان الخاص به، إن إشتريت هاتف جديد بضمان سنة مثلا ثم قمت بعمل روت للهاتف ثم بعدها بأيام إكتشفت عطلا و تريد إسترجاعه، فللأسف لن تقبل منك تلك الجهة الهاتف لتخريبك لنظام الهاتف نسبيا، و يعود ذلك في الأساس الى نسخة النظام او Firmware المنصبة في الجهاز التي بعد الروت يتم تعديلها و تصير غير صالحة او تابعة للشركة إن صح التعبير.
غير الضمان، نحيطك أن خاصية الوصول لملفات النظام و التعديل عليها قد لا تبدو كفكرة جيدة إن كان هاتفك مخترقاً مثلا، بحيث سيستطيع الهاكر الوصول لكل بيانات و معلوماتك بل و بث برمجيات خطيرة يمكنها ان تتعقبك و تتجسس عليك لأشهر مما يعرض خصوصيتك للخطر، على عكس عدم الروت الذي يوفر لك الأمان، فحتى عند إختراق هاتفك سيبقى المُخترق محصورا في خيارات محدودة لا تؤثر بشكل أساسي على معلوماتك الحساسة ( في الغالب إستخدام هاتفك لبث إعلانات مزعجة كحد أقصى ) و ذلك يمكن إحتوائه و علاجه.
ثقل الجهاز قد يكون أيضا سببا يجعلك تتفادى الروت أحيانا، بحث ان هواتف بعد إضافة الروت عليها يصير الإستخدام فيها ثقيلا جدا و يصعب التعامل به لاحقا، و ذلك عائد في تغيير لهيكلة النظام قليلا، لذلك حتى إن اردت تجربة الروت لا ننصحك بتجربته في هاتف خاص بك او تشتغل به بشكل يومي.
- متى و لما يجب عليك ان تقوم بالروت لهاتفك ؟
ليس الكل بالطبع يجب عليه ان يقوم بإضافة الروت لهاتفه، في الحقيقة لا أحد يجب عليه أن يضيف الروت لهاتفه إلا القلة أهمهم :- إن كان مجال عملك يتطلب البرمجة، فمثلا المبرمج أحيانا يريد تنصيب الـ ADB من أجل تجربة تطبيقاته بشكل وايرلس و البرمجيات الخاصة بهذا الأمر لا يمكنها العمل بدون روت ( يمكن إستخدامها عادي بشكل سلكي )، او تطوير برمجيات محددة تحتاج الى الوصول إلى الروت الخاص بالهاتف، كمثال لذلك تطبيق لإظهار كلمات سر شبكات الواي فاي المخزنة مسبقا في الهاتف، ستحتاج حتما الى الروت هنا.
- إن كان مجال عملك الهاكينغ و إختبار الإختراق، فالهاكر يحتاج بالتأكيد الى تنصيب تطبيقات أهمها Linux Deploy و Kali NetHunter اللذان يعتبران توزيعتي لينكس خاصتين بإختبار الإختراق، بل حتى تنصيب نظام Kali NetHunter مثلا سيتطلب منك الروت من أجل تشغيل البرمجيات الصغيرة داخله، كذلك تطبيقات أخرى مثل تطبيق Termux.
- إن كان مجال عملك يعتمد على تطوير نُظم الأندرويد، إذ نرى مثلا الكثير من الأشخاص يقومون بتحميل و تنصيب Custom ROM للهاتف، او حتى الشركات المصنعة للهواتف الذكية تعتمد على ذلك من أجل بناء واجهة خاصة مثل OxygenOS لشركة ون بلس، او EMUI لهواوي، او MIUI لشاومي و تستمر اللائحة، إن كان مجال عملك هنا، فالروت ليس بالخيار السيئ إطلاقا و عليك إضافته لهاتفك الذكي.
- كيف تقوم بالروت لهاتف أندرويد :
لنصارحك أيها القارئ، القيام بعملية الروت تزداد صعوبة شيئاً فشيئاً مع ظهور تحديثات لنظام الأندرويد و إطلاق نسخة أكثر حداثة من الهواتف الذكية التي تدعم هذه النسخ الأخيرة من النظام، و بات القيام بعملية الروت للهاتف أمر أشبه بالمستحيل في مجموعة من الهواتف لذلك ضع حلقة في اذنك انه لا توجد طريقة فعالة 100% ستمكنك من القيام بعملية الروت، لكن يوجد طرق تستحق التجربة على رأسها :
- إستخدام تطبيقات ترويت الهاتف : يوجد الكثير من بينها تطبيق KingoRoot الذي يعتبر الأشهر في ترويت الهاتف بطريقة سهلة، الهاتف غير موجود في المتجر سيتوجب عليك تحميله من الموقع الرسمي على شكل APK ثم بعدها تنصيبه و تشغيله و إختيار خيار إضافة الروت للهاتف، و الإنتظار الى حين الإنتهاء. لكن بالنسبة للتطبيق فمن الصعب تحقيق ذلك في الهواتف الحديثة . يوجد تطبيقات أخرى مثل FrameRoot التي قد تكون أكثر فاعلية.
- إستخدام برامج مخصصة للروت : من بينها مثلا برنامج BaiduRoot او Firemware.Mobi او One Click Root، و أيضا برنامج Dr Fone، كلها برمجيات لا تتطلب منك سوى توصيل هاتفك مع الحاسوب و تفعيل خيار الـ USB Debugging في الهاتف، بعدها التوجه للهاتف و ترويته من خلال هذه البرمجيات، نسبة نجاحها مرتفعة قليلا عن نسبة إستخدام التطبيقات، و نسبة فشلها كذلك قائمة.
- تحميل و تنصيب ملف الروت مباشرة : و تعتبر هذه الطريقة الأنجع في القيام بالروت للهاتف، لكن قبلا سيتوجب عليك فك قفل الـ Bootloader في الهاتف ( يمكنك البحث عن الطريقة في اليوتيوب ) لكن للأسف ليست كل الهواتف يمكن فتح قفلها إذ نجد مثلا ان هواتف هواوي قد زادت من حمايتها و أصبح شبه مستحيل فك قفل الـ Bootloader، بعدها تقوم بتجهيز حاسوبك بملفات التعريف الخاصة بالجهاز و كذلك منصة Android SDK لمضان تشغيله، تقوم بعدها بإضافة الملف الخاص بالترويت و تقوم بتفعيله من bios الهاتف، سيعيد الهاتف تشغيل نفسه و مبروك عليك.
- و هذه طرق أخرى لعمل روت لهاتف الأندرويد .
قبل القيام بالروت تذكر :
تذكر دائما ان عملية الروت ليست دائما ناجحة او فاشلة بل يوجد نتيجة وسطية و هي تعطيل هاتفك و الذي سيتوجب عليك لاحقا إما فرمتته او تنصيب Firemware جديد، لذلك لا تنسى ان تقوم بأخذ نسخة إحتياطية من كل معلوماتك و ملفاتك.
نذكرك أيضا ان تكون محترفا أولا إن اردت القيام بعملية الروت تفاديا لأي مشاكل، و من أجل معرفة الخطوات الصحيحة بل و حتى تدارك الأمر أثناء القيام بعملية الروت.
و أخيراً، نذكرك ان هاتفك بعد ترويته لن يحصل على أي ضمان لاحقا، لذلك فكر مجددا و مجددا في الأمر.