لقد اصبح التسويق الإلكتروني اليوم اداة في متناول الجميع ، اتذكر انه و قبل سنوات كان من الصعب حتى القيام بحملة إعلانية لأجل منتوج معين او مشروع خاص بك ، كان الأمر محبطا للغاية ، فبين يديك أفكار و مواقع و مشاريع و منتوجات يمكنك ان تدر منها آلاف الدولارت عبر الإنترنت ان إستطعت إيصالها الى أشخاص مهتمين بها ، لكن كيف ؟ لم يكن لديك اي وسيلة تستطيع بها إلتماس اولائك المهتمين ، بل و حتى إن اردت الدفع من أجل الوصول ، ستجد مشاكل كبيرة في الدفع عبر الإنترنت حينها ، يعني بإختصار مشاكل في مشاكل .
اليوم أصبح كل شيئ سهل ، أقصد فقط قم بصناعة صفحة فيسبوك بإسم المنتج او المشروع الذي تريده و قم صديقي بتمويل الصفحة ب 100 و فوالا (Voila) ، لديك الاف المتابعين و منتوجك يصل إليهم .
لكن المشكلة في التسويق اليوم و خصوصا التسويق عبر الفيسبوك ، هو انه مهما إستسهل الأمر ، إزداد غباء المستخدم ، و إزداد ذكاء و دهاء الشركات التي توفر لك هذه الخدمات ، في بدايات الفيسبوك و الترويج للصفحات ، كان من السهل ان تجلب 10.000 متابع لصفحتك على الفيسبوك بقيمة 2.5 دولار ، اليوم ، عليك ان تدفع 100 دولار من أجل الحصول على 5000 متابع .
إقرأ أيضا : كل ما تحتاج معرفته حول التسويق بالمحتوى ، و لما التسويق بالمحتوى هو أفضل أنواع التسويق
لغلاء الأسعار و قلة المستخدمين المطلوبين اسباب عدة ، على رأسها المنافسة ، عليك ان تعلم انك لست الصفحة الوحيدة او الإعلان الوحيد الذي يتجول في أزقة مستخدمي الفيسبوك اليوم ، بل يوجد الآلاف صديقي ، فما انت من بين الآلاف ؟ و إن كان فهل أنت افضل منهم ؟ ما الذي يجعل ذلك المستخدم يختار صفحتك من بين الاف الصفحات ؟ او منتوجك من بين آلاف المنتوجات ؟ او التفاعل مع إعلانك ذاك من بين آلاف الإعلانات التي يراها في اليوم ؟
لنتأكد من حصول ذلك ، و من رضى الزبون و المشاهد على ذلك الإعلان الترويجي على منصة الفيسبوك ، سنقدم لك مجموعة من الخطوات التي يجب عليك إتباعها و نضمن لك بإذن الله انك ستتألق و تسطع كنجم إعلاني في الفيسبوك بإبتاعك لها .
1 - كفاك إبتذالا ... أبدع قليلا :
صفحة فريدة و غنية بالمعلومات ... انضم لنا للتوصل بجديدنا دائما
أخبرني ، كم مرة ظهر لك إعلان لصفحة ما على الفيسبوك يتضمن هذه الجملة ؟ هل تقوم بعمل لايك لها ؟ الكل يقول ذلك ، كل الصفحات فريدة و غنية بالمعلومات ، و في الأخير تنصدم من كثرة المشاهير متساقطي الفساتين او منشورات و مواضيع عن كيفية جعل هاتفك يطير في الهواء بدون روت او ربما مواضيع " رجل شاف فإمراة و ها علاش " ، من منا لم يمل من هذه الأكاذيب و الخزعبلات ؟ اين الإفادة في هذا ؟ اي التميز في هذا ؟ اين الإنفراد في هذا ؟
انت بدورك لا يجب ان تكون مثلهم ، أترك اولائك الملاعين فلا هدف لهم سوى التفاخر بملايينهم الفاشلة المليئة بالعقول الصغيرة ، انت طموحك أرقى طموحك أفضل ، انت تريد متابعين قويين ، متابعين قادرين على مناقشة كل منشور من منشوراتك بطريقة رائعة ، التفاعل معها بشكل جيد و مشاركتها أيضا مع جمهورهم الخاص في الكفة الأخرى .
إقرأ أيضا : 8 خطوات لبناء تطبيق اندرويد ناجح إبتداءا من الفكرة الى تسويق التطبيق
2 - إختر المادة المعلنة بعناية :
هنا ستبدأ في دراسة عملائك ، و ستقرر أخيرا انه لجلب المتفاعلين و اللايكات عبر الحملات الإعلانية على الفيسبوك بأقل سعر و بتفاعل أكبر ، ستحتاج الى نفس فكرة ذلك المنشور الخامس ، لذلك ، قم بأفضل ما لديك لصناعة واحد مثله ، و جرب تسويقه .
أيضا ، الى جانب ذلك ، لا تنسى دراسة الحملات الإعلانية السابقة التي قمت بها لإستنباط الأفضل ، و المنشور الذي تجده يأتي بنتيجة جيدة ، قم بضخ عشرات الدولارات فيه لأنه بالتأكيد سيجلب لك أكثر و أكثر في كل مرة .
3 - إختر الفئة المستهدفة بعناية :
اعلانات الفيسبوك تقوم بتقسيم تلقائي لمعجبيك او حملاتك الترويجية لـ 3 أقسام كبرى ، القسم الأول هو أشخاص مختلفين كليا أشخاص لا علاقة لهم بصفحتك ، اي ببساطة فئة جديدة لم ترى صفحتك إطلاقا ، الفئة الثانية هي معجبو صفحتك و أصدقائهم ، و هنا نجد أشخاص معجبين مسبقا بالصفحة و لديهم إهتمام بها و من المحتمل ان يملكو أصدقاء لديهم نفس الإهتمام ، و أخيرا فقط المهتمين بصفحتك .
يختلف هنا الأمر ، فأنت مضطر أولا لإختيار احدى الفئات الكبرى أولا قبل ان نمر للفئات الصغرى ، سيتوجب عليك تجربة الثلاثة من أجل الحصول على نتائج مختلفة و تقرر الأفضل ، لكن و حسب تجربتي المتواضعة ( إن تقبلتها بالطبع ) ان الحملات التي تستهدف المعجبين و أصدقائهم هي الأفضل و تأتي بنتائج مرضية .
اما الفئة الصغرى الآن فتنقسم هي الأخرى الى قسمين ، الدول و الإهتمامات ، بالنسبة للدول و البلدان فأعتقد ان الأمر واضح ، إن كانت صفحتك عربية شاملة قم بضم كل البلدان العربية ، ان كانت مصرية فإختر مصر ، ان كانت مغربية فإختر المغرب و هكذا .
اما الإهتمامات ، فهنا يجب ان تختارها بحرص ، لا تقم بإختيار اي اهتمام يأتي في بالك ، فبذلك تفقد تركيزك على المعجبين المهتمين و تضيع فرصة ظهور الإعلان لشخص قد يهتم بحقا بمحتواك بدل شخص لا يهمه ذلك ، لذلك إختر ادق الإهتمامات بشكل أكبر .
4 - للميزانية دور أيضا :
الشيئ الذي يدور حوله الموضوع بأكمله ، الميزانية ، إن الهدف من هذا الموضوع و إستنفاذ الميزانية لأفضل نتيجة ، إن الميزانية الكبيرة تعني أيضا زوارا و تفاعلا أكبر ، لكن هل يمكننا تحقيق نفس التفاعل بميزانية أقل ؟
تعتمد الإعلانات في الفيسبوك على مبدأ التسعيرة ، التسعيرة يتم إعتمادها حسب المنشور ، فمثلا لو كان منشورا للحصول على الزوار ، فإنه يمكنك تحديد التسعيرة من أجل النقرة الواحدة على الرابط ، مثلا 0.05 دولار لكل نقرة ، او ان كان تفاعلا فمثلا 0.003 دولار لكل تفاعل او ان كان فقط الوصول فمثلا 0.1 دولار لكل 2000 في الوصول و هكذا .
الفيسبوك ذكي جدا و يقوم بفرض تسعيرته الخاصة عليك ، لكن يمكنك تغييرها و لا انصحك بذلك ، فتغيير تسعيرة الفيسبوك يعني تغيير ظهور المنشور الخاص بك للناس ، لذلك يفضل ان تترك التسعيرة كما هي .
لكن كيف يمكننا الحصول على تفاعل أكبر بدون تغيير التسعيرة ؟ ببساطة سنلعب على المنشور ، للحصول على تفاعل اكبر و نتائج أفضل ، إعتمد صديقي على المنشور الذي ستروج له و الذي قمنا بتحديده في الخطوة الأولى ، قم بضخ في بادئ الأمر 1 دولار للمنشور لنرى طريقة التفاعل معه ، ان لاقى اعجابا اكبر مما تتخيل ، فقم بضخ المبلغ الذي تريد ، و نضمن لك صديقي نتائج مزدهرة بتسعيرات أقل .
5 - خلق الحاجة و التسويق بالتأطير :
هل سمعت يوما بالتسويق بالتأطير ؟ او التسويق التأطيري ؟ ماذا عن التسويق عبر خلق الحاجة (Create The Need ) ؟ هما عاملين بسيطين قمت بتجربتهما شخصيا في إعلانات الفيسبوك ، و قدما نتائج مذهلة في التسويق عبر الفيسبوك و أعتبرهما أفضل وسائل التسويق عبر إعلانات الفيسبوك ( و ليس أفضل طرق التسويق على الإطلاق فقط على الفيسبوك ) :
-التسويق بالتأطير : و هو جعل صفحتك او منتوجك ( منشورك في هذا الحاجة ) اقوى من منشور اخر ، و تسمى بالإنجليزية بالـ (Depreciation) ، سأعطيك مثالا بسيطا ، كم مرة تشاهد إعلانا في التلفاز يخبرك ان هذا الصابون يزيل البقع بشكل فعلي ، فهو أفضل من الصابون العادي ، كما ان الصابو الخاص بنا يمتلك رائحة النعناع و يحتوي على مادة " أسيتامينوفين " ( و التي لا نعرف نحن ماهي ) تميز صابوننا على الصابون العادي .
في هذا الإعلان ، قام صاحب الإعلان بتدمير سمعة الصابون العادي و رفع قيمة صابونه ، الإعلانات في الفيسبوك فعالة إن قمت بنفس الشيئ ، إن قمت بتدمير سمعة أحدى الصفحات الأخرى و رفع قيمة صفحتك ، ربما يبدو لك الأمر غير أخلاقي لكن الغاية تبرر الوسيلة ، و قد شاهدنا هذا عدة مرات مثل : " كفاك من المحتوى المتعفن الذي ينشره فلان و شاهد المحتوى الخاص بنا النقي و الذي يساعدك فقط الجميع " .
- التسويق بخلق الحاجة : ان تتعرف على مشاكل الناس و رغبتهم في الحصول على الحل ، هذا ببساطة هو التسويق بالحاجة ، اكتشفنا ان أصدقائنا في المغرب يحتاجون الى طريقة للتسجيل في قرعة أمريكا لسنة 2019 مثلا ، هنا توجد الحاجة ، فلنقم إذن بصناعة إعلان نبين فيه طريقة التسجيل و نقوم بترويجه ، صدقني ، ما ستحصل عليه من نتائج وراء ذلك الإعلان ستذهلك كثيرا .
اخترت لك هذين النوعين من التسويق لأنهما أسهل و أفضل و يمكن للجميع ممارستهما .
6 - تفاعل مع المنشور :
الخطأ الذي يسقط فيه الجميع ، و لا يصححه احد ، لا تعتقد صديقي انه فقط بنشر المنشور و تمويله و القيام بالدفع سيمكنك ان تجلب المتابعين و الزوار و المستخدمين و ما الى ذلك على منصة الفيسبوك ، تحتاج الى إيصال افكار صفحتك و منشورك للمستخدمين الجدد ، الذين بدورهم سيرطحون عليك دزينة أسئلة في التعليقات بدون تأكيد ، و لن ينضمو إلى صفحتك الا ان عرفو جيدا الهدف منها ، ربما ذلك الهدف الذي لم تستطع توفيره في المنشور ( و دعنا لا نقول الهدف بل فقط النقاط التي لم تستطع كتابتها ) ، لذلك ، فالمستخدم المحتمل الجديد سيطرح عليك الكثير من الأسئلة فهل ستكون بجانبه ؟
ليس الأسئلة فقط ، بل سينتقد ذلك المنشور و هنا نتحدث عن الجمهور الغاضب ، و عليك ان تكون ذكيا و حلو اللسان لتحويل ذلك الجمهور الى جمهور معجب بمحتواك .
اما النوع الثالث فهو الذي يشكر و يمتن لما قدمت له ، فهل سترد له الإمتنان ؟
في جميع الأحوال هم يحتاجونك أيضا الى جانبك ليعرفو انهم ليسو مجرد سلع او مادة تُسوق لها إعلاناتك ، بل أشخاص يسعون للتواصل ، فأولا و أخيرا نحن نتحدث عن مواقع التواصل الإجتماعي هنا .