في رمضان المبارك، كنا نجهز مقالاً كاملاً حول منصة جيربيست، وكيف أن هذه المنصة قد شارفت على الإنتهاء، لكن الفرصة لم تكن ملائمة حقاً. حتى اليوم، الذي قررنا فيه أن نعود لتعديل المقال الذي قمنا بكتابته في رمضان، لأنه لا فرصة أفضل من هذه لنشره.
في الأيام الأخيرة، لم يعد موقع جيربيست او Gearbest شغالاً، والولوج للصفحة الرئيسية للموقع سيظهر لك أنه يوجد خطأ في الموقع. للأسف هكذا حال الموقع منذ أيام، أي أنه ليس خطأ بسيط يمكن حله وعودة الموقع إلى حياته الطبيعية، بل ربما هي نهاية الموقع الآن للأبد! في هذا الموضوع سنخبرك لماذا هذه قد تكون نهاية موقع جيربيست الأبدية، والتي من المحتمل بشكل كبير ألا يعود الموقع إطلاقاً.
لمن لا يعرف منصة جيربيست، هي عبارة عن منصة تبضع رقمية تختص بشكل كبير في الإلكترونيات والأجهزة الرقمية، توسعت قليلا لتضم أيضا الملابس، وقد كانت قبل 3 أو 4 سنوات واحدة من أشهر منصات الشراء عبر الإنترنت، أفضل من Aliexpress و Bangood او على الأقل تنافسهما.
قبل أيام فقط ... الشركة المالكة لـ Gearbest تعاني من كساد اقتصادي
قبل أيام، صادرت مجموعة من المواقع وثيقة من شركة Shenzhen Globalegrow Electronic Commerce Co. Ltd ( اسم طويل لذلك تم اختصاره لاحقا إلى Top E-Commerce Co. Ltd ) تحيل إلى أن موقع Gearbest المختص في شراء الأجهزة الرقمية والبيع عبر الإنترنت العابر للقارات يعاني من أزمات مالية، وأن الموقع لا يحقق الكثير من الدخل. قرأت شخصيا هذ الخبر قبل أشهر ( في رمضان تقريبا، وهو السبب الذي دعاني لكتابة الموضوع في البداية ثم التخلص من الفكرة لاحقا ). إن هذا الإضطراب الإقتصادي في جيربيست يعني شيئين فقط: إما أن على الشركة التحرك والقيام بتغييرات كبيرة وجذرية، أو ان تواجه مصيرها في الهلاك. ولأننا لم نشهد أي تغييرات من جيربيست في الأشهر الماضية، فالخيار الثاني هو ما حدث فعلاً الآن.
ما الأسباب التي جعلت جيربيست تُفلس وتنتهي حقبتها؟
العديد من الأسباب، تظافرت جميعها بهدف الإطاحة بهذا الموقع، وفي الحقيقة، لدينا لك قائمة بكل أو على الأقل معظم هذه الأسباب، والتي أدت في النهاية إلى نهاية هذا الموقع الإلكتروني:
جيربيست كان مبنياً على التسويق المدفوع
قد تعتقد أن موقع جيربيست هو موقع قوي قد سطر قاعدة جماهرية كبيرة وجعلته قوياً للغاية. لكن الحقيقة عكس ذلك، جيربيست في الحقيقة نشط واشتهر فقط بسبب خدمات التسويق المدفوع المبنية على أسس التسويق بالمحتوى. ببساطة، الكثير من المواقع وقنوات اليوتيوب ( ونعم من بينهم أكوا ويب ) تم التعاقد مع جيربيست حولها، وذلك من أجل كتابة مقالات أو صناعة فيديوهات حول مختلف منتجات جيربيست واستعراض روابط المنصة. وقد استمرت على ذلك الحال لقرابة 5 سنوات ( من سنة 2014 حتى سنة 2019 ). وحين اعتقدت أن الجميع الآن يستخدم جيربيست بشكل اعتيادي ( مثل أمازون وإيباي ) تخلت عن فكرة التسويق بالمحتوى، ولم يتم الترويج لمحتواها من طرف صناع المحتوى حول العالم. وهذا ما دفع جيربيست إلى التراجع شيئاً فشيئاً.
جيربيست لم تحدث منتجاتها ولم تجلب الجديد
منذ سنة 2019 تقريبا، لم تعد تجلب جيربيست أي منتجات جديدة تستحق التسويق أو الشراء من المنصة. حتى أنه قبل أن يتم إغلاقها بشكل رسمي، لازالت تروج لهاتف Xiaomi Redmi Note 7 / Note 8 كأنهما أحدث الهواتف التي تستحق الشراء في 2021. ليس لأنها تريد ذلك، بل لأنها تعاني من نقص في الموردين الذين لم يعودوا مهتمين بوضع منتجاتهم في المتجر. وبالتالي، في السنتين الأخيرتين، كل منتجات جيربيست كانت ولازالت عبارة عن أجهزة قديمة للغاية، أجهزة OnePlus 7 وسماعات S6 القديمة، وغيرها من المنتجات الضعيفة. إني من متصفحي المتاجر الرقمية بشكل شره كل يوم، ويمكنني أن أجزم لك جزماً قاطعاً أني لم ارى منتجاً جديدا في منصة جيربيست منذ سنوات.
نظام أفلييت رديء ... للغاية!
مجموعة من صناع المحتوى والناشرين يعتمدون على الأفلييت من أجل تحقيق دخل إضافي، خصوصا أثناء الترويج للمنتجات. ونظام الأفلييت في جيربيست قد يكون الأسوأ على الإطلاق في كل المتاجر الإلكترونية. فقد تدفع لك جيربيست 1$ على عملية شراء قيمتها 500$، وقد تدفع لك 0.02$ على عملية شراء بقيمة 100$ حتى. ليس هذا فقط، يمكنك استخراج أرباحك بعد وصولك لـ 100$. أي، عليك ان تحقق مبيعات تتجاوز الـ 20.000$ ( او أكثر ) من أجل الحصول على مبلغ 100$. إن حققت نفس الهدف في منصات أخرى مثل أمازون، قد تحظى بربح أفلييت 2000$. هذا جعل الكثيرين يتخلون عن فكرة الترويج لجيربيست من تلقاء أنفسهم.
ظهور فيروس كورونا كان المسمار الأخير في نعش جيربيست
ثم ظهور فيروس كورونا، الذي لم تستطع جيربيست أن تكافئه. فقد أولا منعت الشحن لمعظم بلدان العالم، فمثلا، لم يعد هناك شحن إطلاقاً في البلدان العربية طيلة فترة الحجر الصحي. وإن صادفت ووجدت منتجاً يتم شحنه، ستجد أنه يتم شحنه من مستودعات HongKong، والتي يصل قيمة الشحن فيها حتى 150$. تخيل أن تشتري فلاشة USB بسعر 5$ وتدفع 150$ من أجل أن تتوصل بها. عدم استطاعتها توفير أي حلول، وضعف منتجاتها، ثم ضعف التسويق، جعلها في الأخير تكتفي بتحقيق مبيعات داخلية بطيئة. ثم توديع نفسها في الأخير.
هل ستعود منصة Gearbest؟
الإجابة هنا لا يمكننا تحديدها. لكن أساسا، في الوقت الحالي، يمكننا القول أن المنصة قد انتهت! فآخر عرض تسويقي من الشركة على صفحاتها على منصات التواصل الإجتماعي كان في يوليو أي قبل شهرين من الآن. مما يعني أن الشركة توقفت حرفيا عن نشاطها في يوليو، واليوم تؤكد لنا أنها انتهت ... رسميا. فوداعاً جيربيست.