أبرز عيوب هواتف شاومي (Xiaomi) يجب عليك معرفتها

أبرز عيوب هواتف شاومي (Xiaomi) يجب عليك معرفتها

شركة شاومي من بين أفضل الشركات التقنية حاليا التي أنتجت العديد من المنتجات التقنية المختلفة، و هذا يجعلها مرغوبة و أجهزتها لدى جل المستخدمين، بل أصبحت رابع شركة تقنية من حيث مبيعات الهواتف في العالم بعد كل من هواوي و آبل و سامسونج أيضا. كل هذا يجعلك مقتنعاً كليا أن شاومي حقا من بين أفضل الشركات المصنعة للهواتف الذكية في العالم حاليا، و شراء هاتف شاومي ليس بالفكرة السيئة إطلاقا. 

لكن، و كما يقولون، ليس بين القنافذ أملس، و لا يمكن لشركة شاومي - كما حال كل الشركات التقنية في العالم - أن تكون الملاك المنقذ لك، فلهواتف الشركة بعض العيوب و المساوئ التي وجب عليك وضعها بالحسبان أثناء شرائك لهاتف من Xiaomi سنحاول أن نستعرضها عليك في هذا المقال. 

في هذا المقال، نحن لا نخبرك أن تبتعد عن هواتف شركة شاومي، او أن الشركة سيئة او ضعيفة، و لا نهاجم الشركة بالأساس، لا بالعكس فهي واحدة من أفضل الشركات التقنية حاليا المصنعة للهواتف الذكية، لكن يوجد بعض العيوب في الشركة أولا ثم هواتفها ثانيا التي يجب على أي مستخدم معرفتها، بعيداً عن الترويج التسويقي للشركة. فهلم بنا لإكتشافها.

 أرق الـ Rebranding  

يراها البعض مادة إيجابية في شركة شاومي، لكن حين يتم مقارنة الخصائص الإيجابية و السلبية، نجد أن التأثير السلبي أكبر، مما يصنفها ضمن عيوب هواتف شاومي. تقوم شركة شاومي بعمل Rebranding بشكل كبير جدا للهواتف التي تطلقها مما يؤرق المستخدم كثيراً، فمجموعة من الهواتف الخاصة بالشركة يتم طرحها بإسمين بسبب الـ Rebranding مما يطرح معضلة زعزعة المستخدم، كمثال لذلك، نجد أن هاتف Redmi K30 هو نفسه Poco F2، و نجد أن هاتف Redmi K20 هو نفسه Xiaomi Mi 9T. فحين تحادث شخصا عن هاتف Redmi K20 سيخبرك، بالله عليك أيوجد هذا الإصدار من شاومي ؟ ثم تتذكر و تخبره نعم هو نفسه هاتف Mi 9T، فيجادلك أن هذين إسمين مختلفين فبالله عليك كيف يمكن أن يكون نفس الهاتف ؟ 

الـ Rebranding يتم عبر إطلاق الشركة لهاتف في الصين أولا بإسم مختلف، ثم توفر له إسماً عالميا في الإطلاق العالمي، لكن مواقع الشراء تُبقي على الإسم الأصلي، بينما المتاجر تحول الإسم للنسخة العالمية و يخلق لبساً كبيرا جدا للمستخدمين. يُطرح هنا أيضا مشكلة الـ ROM هل هو صيني او عالمي، و هذا يجعل المستخدم دائما متردد لطلب هاتف عبر الإنترنت لإعتقاده أن الإصدار قد لا يلائم شبكة بلده او التقنيات العالمية. 

أبرز عيوب هواتف شاومي يجب عليك معرفتها

 كثرة الإصدارات في الهاتف الواحد 

إضافة الى الـ Rebranding، إطلاق عدة إصدارات من هاتف واحد أمر سيئ جداً أيضا، ستخبرني أن الأمر إيجابي كثيراً من أجل توفير هواتف تلائم جيوب المستخدمين بشكل أفضل، لكن، إن كنت ستطلق هاتفاً من صنفين و فرق السعر بينهما 10$ فقط، فهذا سيشتت تركيز المستخدمين لا توفير حاجيات جيوبهم. 
على سبيل المثال، يضم هاتف Xiaomi Redmi Note 8 ثلاث إصدارات، العادي، نسخة Note 8 Pro و نسخة Note 8T، الفرق الوحيد بين نسخة Note 8 و Note 8T هو دعم هذا الأخير لتقنية NFC و فرق السعر لا يتجاوز 10$، فبالله عليك لما إصدارين ؟ هل فرق 10$ هو ما سيلائم جيوب المستخدمين ؟ و ما العيب في تضمين NFC في الهاتف دفعة  واحدة و إطلاق نسخة واحدة منه ؟ نسخة 8 Pro مختلفة جذريا من حيث المعالج و الكاميرا و الآداء، فلا مشكلة في ذلك. 

ليس فقط إصدار Note 8، بل جل هواتف شركة شاومي ذات إصدارات كثيرة أقلها 3 إصدارات في الهاتف، و هذا الأمر ليس جيداً إطلاقا فهو يخلق تلكأ و لبس لدى المستخدمين، مثال آخر هاتف Xiaomi Mi 9، الذي يأتي بإصدارات مختلفة مثل Mi 9, Mi 9 SE, Mi 9T , Mi 9T Pro , Mi 9 Lite, Mi 9 Pro، أترى هذا الكم الهائل من الإصدارات ؟ كلها نفس النسخة و الإختلافات طفيفة بين كل هاتف و هاتف آخر، دون أن ننسى ان هذا الهاتف هو Rebranding لهاتف K20، يا لها من مصيبة ! كيف لك ان تقرر أي نسخة من Mi 9 ستقتني الآن ؟!
هنا سنستحضر واحدة من أفضل إيجابيات شركة Apple، و هو إصدارها لهاتف او هاتفين فقط في السنة بـ 3 نسخ على الأكثر، لتتيح للمستخدمين على مدار السنة كاملة  الإختيار بين 3 هواتف لا أقل و لا أكثر. 

إغراق سوق الهواتف الذكية 

لازلنا دائما في تحديد سلبيات الشركة ككل و لم ننتقل لسلبيات الهواتف حتى الآن. تعتمد شركة شاومي على إستراتيجية تسويق تعتمد على الربح المشترك لا على الربح الفردي، أي أن الشركة لا تحقق أرباحا جيدة من بيع الهاتف الواحد، بل تحقق أرباحا فقط حين تقوم ببيع آلاف الهواتف، على عكس الشركات الأخرى التي تعتمد على الربح بالوحدة. فعلى سبيل المثال يمكنك مقارنة هاتف سامسونج بنفس هاتف شاومي من حيث كل المقومات ( بغض النظر عن الفلاغشيب )، و ستجد أن هاتف سامسونج سعره مثلا 300$ بينما هاتف شاومي 250$، و تلقائيا ستختار الأرخص و هو شاومي، و قد تتسائل لما قد توفر سامسونج سعراً مرتفعا لهذا الجهاز على عكس شاومي، مع أنهما متقاربين جدا جدا في الخصائص ؟ 
لكن في الأصل، سامسونج توفر سعرا معقولا، لكن سعر شاومي خالي من الأرباح، و الأرباح لن تتحقق إلا بعد بيع آلاف الوحدات و ليس في كل وحدة، و من أجل تحقيق هذه الإستراتيجية، لا بد من إغراق السوق بهواتف شاومي بشكل كبير و ضخم جدا. و نلاحظ ذلك في إصدارات الشركة التي لا تتوقف في كل شهر. فإن كانت تحقق 1$ في كل هاتف، سيتوجب عليها بيع 50 هاتف من أجل تحقيق 50$، بينما سامسونج عليها بيع هاتف واحد فقط لتحقيق نفس الأرباح، لكن في حالة التخفيض، ستستطيع شاومي جلب 100 مشتري لهواتفها، بينما سامسونج بالكاد إستطاعت جلب مشتري واحد، لأن الإختيار و الكفة دائما ستميل لصالح شاومي في حالة المقارنة. 
و هو السبب الأصلي الذي يجعل شركة شاومي تُطلق نسخاً مختلفة من الهواتف بالرغم من الفروقات البسيطة ( كما أشرنا في خاصية NFC في هاتف Note 8 )، الهدف إغراق سوق الهواتف الذكية بهواتف شاومي بخسارة الوحدة و الربح بالجمع. 
لكن هذه الإستراتيجية لن تدوم طويلا، فسيحين وقت ستخضع فيه شاومي لسوق الهواتف الأخرى، و سترتفع أسعار هواتف شركة شاومي في المستقبل فور وصولها لعدد مستخدمين مخلصين للشركة. 

مشاكل الحرارة المرتفعة للهواتف في الصيف 

لا أحد سيخبرك أن جهازه ( هاتف، حاسوب ...) لا ترتفع حرارته في الصيف عامة و في باقي أيام السنة بشكل خاص، لكن الكثير من المستخدمين يشتكون من الحرارة المرتفعة للهواتف بعد الإستخدام الطويل و المكثف على الهاتف، بل حتى بدون اللجوء للعمليات المعقدة و الصعبة مثل لعب الألعاب عالية الجودة، و بتصفحك فقط لمقاطع اليوتيوب ستجد أنه بعض نصف ساعة قد بدأت حرارة هاتفك شاومي في الإرتفاع ( ليس كل الإصدارات، فقط إصدارات الفئة الإقتصادية و المتوسطة ). 
إن كنت تستخدم هاتف سامسونج او هواوي مثلا من الفئة المتوسطة و الإقتصادية، ستلاحظ أن درجة حرارته في الصيف لاترتفع إلا في حالتين : حالة الشحن السريع او أثناء لعب الألعاب لوقت طويل، لكن هواتف شاومي تعاني بشكل كبير من الـ Overheating  في أبسط المهمات بشهادة الكثير من المستخدمين على الصعيد العالمي. لذلك، إن كنت تفكر في شراء هاتف من شاومي، توجه أولا للهواتف من الفئة العليا و حاول الإبتعاد عن الهواتف الإقتصادية او من الفئة المتوسطة. حتى أن الشركة إقترحت في موقعها الرسمي حلولا للحرارة المرتفعة من بينها تفعيل وضع Battery Save Mode الذي ينقص من قوة البطارية و بذلك خفض درجة الحرارة، لكن لهذا تأثير سلبي آخر على الهاتف، و هو : 

 سوء إستخدام الـ RAM في هواتف شاومي

بالرغم من أن هواتف شاومي التي تأتي بمساحة رام 4GB أو أقل تدعي أنها أفضل من حيث الإدارة، لكن للأسف الأمر مختلف كليا خصوصا عند تفعيل وضع Battery Save Mode سابق الذكر لتجنب الحرارة الزائدة للهاتف، فيتحول بعدها هاتفك ذو 4GB رام الى هاتف بـ 1GB رام أو أقل !
فمشاهدتك لفيديو على اليوتيوب مثلا ثم تتوصل برسالة في واتساب تريد الإجابة عنها، ستلاحظ بعد إستخدامك لواتساب ان تطبيق اليوتيوب قد قفل نفسه، و أغلق الفيديو و عليك إعادة البحث عنه، كذلك الأمر بالنسبة لكل التطبيقات، بحيث يصير إستخدامك محدودا في تطبيقين او ثلاثة بالكثير، بينما يتم غلق التطبيقات الأخرى تلقائيا.
يميل مستخدمو شاومي للإعتقاد ان هذا الأمر إيجابي لكونه يحافظ على البطارية و يقفل التطبيقات بشكل تلقائي، لكنه ليس كذلك إن كان هاتفك سيقفل التطبيق بعد دقيقة فقط من عدم إستخدامه، خصوصا إن كنت تتعامل مع الـ Multitasking و تطبيقات مختلفة في نفس الوقت.
نصيحتنا لك هنا الإعتماد على هواتف ذات مساحة رام كبيرة، حتى تتوافق مع مساحة الرام المرغوب فيها، فربما هاتف برام 6GB قد يكافئ هاتفا برام 4GB من شركة أخرى من حيث السرعة و الآداء.

واجهة MIUI جيدة و إحترافية ... لكن ! 

تعمد معظم الشركات المصنعة للهواتف الى تعديل الواجهة الخاصة بها، فشركة Samsung تعتمد على واجهة One UI، و هواوي على EMUI، و ون بلس على واجهة Oxygen OS و هلم و جر ...، شركة شاومي تعتمد على واجهة MIUI و هي واجهة جيدة و إحترافية و تعتبر أفضل من بعض الواجهات الأخرى لمجموعة من الهواتف، لكن يعيبها بعض الشوائب.
تحاول شاومي توفير أكبر عدد من الخصائص و التقنيات في واجهتها، و هو ما يبعدها كليا على البساطة، فإن قارنت بين واجهة هواوي EMUI مع واجهة شاومي MIUI ستجد ان واجهة شاومي ذات خصائص أكبر، تقنيات أفضل، أنيميشن كثيرة و غيرها، لكنها إبتعدت كليا عن البساطة كما في واجهة هواوي. هذا يفرض على المنتقلين الجدد لهواتف شاومي بعض الوقت للتأقلم مع الواجهة، و لا ننسى أن شاومي توفر خصائص كثيرة في واجهتها قد لا تستخدم 70% منها، مما يجعل حذفها أفضل و أبسط.
ليس هذا فقط، بل دمج الإعلانات و كذا إقتراحات التطبيقات مع محتوى الهاتف سيئ للغاية، فحين ألج إلى تجميعة تطبيقات أجد بعض التطبيقات الغير معروفة، فأحقق النظر لأرى أنها Promoted / Suggested، قد تتجاهل الأمر في البداية، لكن ستجد نفسك تنقر عليها بالخطأ بشكل مزعج جدا، و ستضطر للبحث عن طريقة لحذفها، و بالمناسبة يمكنك إيقافها من الإعدادات، لكن سيكون أفضل لو تضيف خاصية إيقافها مباشرة من أحد الأزرار سريعة الوصول بدل إضافة خواص لا طائل منها هناك ! نتمنى ان يتم تحديث هذا الأمر في واجهة MIUI 12 .

لا تغرك دقة الكاميرا ... أو كثرة العدسات

بدأت الكثير من الشركات التقنية  حاليا بالإعتماد على دقة الكاميرا كأساس تجاري لها (Business Background) من أجل زيادة مبيعات و مدى قوة هاتفها الخارق، فهذا جهاز بدقة كاميرا 108MP و ذاك بدقة كاميرا 64MP، في حين أن هاتفا بدقة 12MP يستطيع التصوير بنفس الجودة، بل و أفضل !

دقة كاميرا الهاتف لا تلعب دوراً كبيراً في التصوير، بل حساسية الكاميرا، إلتقاط الضوء و تباثها ما يلعب الدور الأهم في إلتقاط صور عالية، فحتى كاميرا هاتف Xiaomi Mi 10 Pro ذات دقة 108MP مصنفة في المركز الرابع حسب تقييم Dxomark، بينما كاميرا هاتف Huawei P40 Pro بدقة 50MP فقط أي النصف مصنفة في المركز الأول.
لا يمكننا ان نلوم شاومي هنا، فحتى سامسونج تسوق للكاميرا أكثر من أي شيئ آخر، و ذلك لسيادة فكرة أن دقة الكاميرا تلعب الدور الرئيسي، و هي خدعة ترويجية قد غزت السوق لكنها خاطئة للأسف.
أيضا، كثرة العدسات في الكاميرا، إذ نجد بعض هواتف شاومي يصل عدد كاميراتها حتى 5 كاميرات، او 4 في معظم الحالات، بالرغم من ذلك، قد تجد أن هاتف Google Pixel 3 ذو كاميرا واحدة فقط قادر على إلتقاط صورة تضاهي هاتف Redmi Note 8 ذو 4 كاميرات، و ربما أفضل حتى، و لا ننسى ان هاتف iPhone 11 ذو كاميرا دقة 12MP يتسطيع بدوره إلتقاط صور تضاهي Mi 10 Pro ذو دقة 108MP.

نعتقد اننا جردنا ما يكفي من العيوب في هاتف شاومي، هذه العيوب ليس الغرض منها النقص من قيمة الشركة او الهاتف، او حتى المساس او الطعن فيها، لكنها عيوب يجب عليك معرفتها قبل الشروع في إقتناء هاتف شاومي بأي نسخة كانت. 

شاركه على :