تشويه " Explorer " كان مؤامرة من اليوتيوب ... 5 حقائق تدعم حقا هذه النظرية !

تشويه " Explorer " كان مؤامرة من اليوتيوب ... 5 حقائق تدعم حقا هذه النظرية !

قام موظف سابق في شبكة اليوتيوب التابعة لجوجل بالخروج بتصريح مثير للجدل خلال الأيام الماضية، هذا التصريح يفيد من خلاله ان فريق اليوتيوب قد تآمر من أجل تشويه متصفح Internet Explorer و محاولات إسقاطه من عرش أفضل المتصفحات في تلك الفترة، و قد دعمت جوجل الفكرة أيضا، حيث كان متصفح إنترنت اكسبلورر في تلك الفترة علامة لأكثر المتصفحات شهرة و إستخداما و كان متصفح جوجل كروم ربما ليس بتلك الشهرة كما الحال بالنسبة لإكسبلورر. 

قمنا بنشر هذا الخبر على صفحتنا و قد كان التفاعل بين كل من يعتقد ان الأمر صحيح، إذ يوجد لبس في الموضوع، و بين من يعتقد ان الأمر مجرد هرطقات او كلام يشبوه الغضب من طرف موظف اليوتيوب السابق. 
يقول موظف اليوتيوب كفكرة أساسية، ان المشكل برز حين كان فريق اليوتيوب يقضي وقتا طويلا في محاولة ملائمة الموقع مع متصفح انترنت اكسبلورر الذي لا تتوافق تقنياته مع التقنيات التي طورت بها المنصة مما جعل الفريق يخرج بإستراتيجية لتحويل المستخدمين الى متصفح كروم،  سنقوم من خلال هذا المقال بإطلاعك على 5 حقائق قد تدعم كثيرا هذه النظرية و قد تؤكد كلام العميل السابقة لشبكة اليوتيوب و فكرته القائمة على ان انترنت اكسبلورر قد توفي بسبب تآمر العاملين في جوجل،



- متصفح إكسبلورر سنة 2008 فما قبل : 

قبل كل شيئ، عليك إبقاء تفكيرك في سنوات 2008 فما قبل، فترة الحرب بين المتصفحات خصوصا ان انترنت اكسبلورر كان اشهر متصفح حينها و الأكثر إستخداما، لذلك - و ليس بإحتقار او إهانة - إن كنت من مواليد سنوات مثل 2001 او 2002، فأنت في الغالب ستميل مباشرة الى تكذبيها لا تصحيحها.
كان متصفح انترنت أكسبلورر الجبار حينها، واحد من أفضل المتصفحات التي يمكن إستخدامها خصوصا ان نظام التشغيل حينها كان نظام Windows Xp، و يمكنك إستخدام متصفح Explorer مباشرة في النظام، لك الحرية في تنصيب متصفح اخر مثل FireFox لكن لما تفعل ذلك إن كان لديك مسبقا " إكسبلورر " بنفس خواص فايرفوكس ( نعم بنفس خواصه حينها )، لم يكن في تلك الفترة ايضا شيئ إسمه جوجل كروم، و كانت خدمات جوجل لم تعرف أوجها بعد، فأشهر خدمة لجوجل حينها كان محرك البحث جوجل فقط، لا شيئ آخر.
منصات مثل اليوتيوب قد برزت حينها إذ إستحوذت عليه جوجل سنة 2006 لتبدأ بتطويره شيئاً فشيئاً، كان اليوتيوب حينها بسيطا و جيدا و سهل الإستخدام، النقر على فيديو و مشاهدته، ثم العودة الى فيديو اخر و مشاهدته، لا اعلانات وسط الفيديو، لا تشغيل تلقائي، و الكثير من الخواص الجيدة، لكن لسبب ما، وجد فريق اليوتيوب ان معايير المنصة لا تتوافق مع المتصفح الأشهر حينها.
لن نقول ان متصفح إكسبلورر كان جيداً حينها، كان يعاني من بعض المشاكل الأمنية و من بعض التجاوب مع بعض الخدمات، بالنسبة لتجاوب الموقع مع المتصفح فيجذر بالذكر أن التجاوب لم يظهر الا سنة 2010، كان بإمكاننا تسمية إكسبلورر بالمتصفح اللابأس به ( كما الحال بالنسبة لجوجل كروم حاليا، فهو جيد و قوي و مؤمن، لكن به عيوبه مثل استهلاك الرام و الإشتغال التلقائي في الخلفية ...)، لذلك لم يكن هناك أي سبب إطلاقا يجعلك تتخلى عن إكسبلورر بتلك السهولة.

تشويه " Explorer " كان مؤامرة من اليوتيوب ... 5 حقائق تدعم حقا هذه النظرية !

- بداية التمييز، او التميز : 

قد يكون تمييزا، او تميزاً، فالتمييز هو الإنحياز لشيئ أكثر من شيئ آخر، و التميز هو إبتكار شيئ أفضل من شيئ آخر، أطلقت شركة جوجل متصفح جوجل كروم سنة 2008 نفس السنة التي تم إختيار متصفح إكسبلورر كأفضل متصفح للسنة، متصفح جوجل كروم قد لاقى إستحسانا من طرف الجمهور و إستخدمه الكثيرون  و ذلك لأنه كان متميزاً، لكنه لم يصل بعد لمستوى إكسبلورر من المستخدين حينها، فإضطرت جوجل إلى إتخاذ مبدأ التمييز حينا، فبدأ بإظهار رسائل تحث المستخدمين في كل خدماتها على الإنتقال من المتصفح الذي يشتغل به الى متصفح جوجل كروم، و هي رسالة لازالت حتى اليوم مستخدمة من طرف جوجل في هذا الأمر، سواء قمت بالولوج ليوتيوب، او جوجل، او جيمايل او اي خدمة أخرى، ستجد نافذة منبثقة تخبرك ان التصفح أسرع و أسهل و ذو تجربة أفضل بإستخدام كروم، و إن لم يكن كذلك إطلاقا !
إعتبرها الكثيرون انها دعاية من حق الشركة إدراجها في خدماتها، و قد صدقنا و لازلنا نصدق ذلك، لكن بتصريحات هذا العميل السابق، قد تكون في الحقيقة دعوة إجبارية للتخلي عن إكسبلورر خاصة و أي متصفح عامة و دعم جوجل كروم، خصوصا ان خدمات جوجل أكثر من مايكروسوفت حينها.

- جوجل جعلت اليوتيوب أبطأ على متصفحات أخرى : 

صرح " كريس بيترسون " و هو مهندس سابق في شركة Mozilla الشركة الأم المصنعة لفايرفوكس التي عملت جاهدا لتحسين متصفحها، صرح قائلا ان شركة جوجل اضافت الكثير من التحسينات لمنصة اليوتيوب، لكن الملاحظ في هذه التحسينات انها تدعم كروم بشكل كبير و تبطئ الخدمة في أي متصفح آخر غير كروم، تصريحات " كريس بيترسون " إعتبرها البعض كذلك مجرد إستنكار لغريمة كروم و هي فايرفوكس و محاولة يائسة منه من أجل حث الناس على إستخدام فايرفوكس، قبل ان يصرح مجموعة من الخبراء الأمنيين كذلك سنة  2018 ان اليوتيوب أسرع بـ 20% على متصفح جوجل كروم على باقي المتصفحات الأخرى خصوصا Edge و FireFox اللتان تجعلان تجربة إستخدام اليوتيوب مريعة خصوصا أثناء الـ Buffering / Loading ، إذ في نفس السنة أيضا خرجت دراسة تقول ان المستخدم يغادر فيديو اليوتيوب بعد معدل 6 ثواني من الإنتظار فقط، أي تخفيض معدل الـ Loading على متصفحات أخرى حتما سيجبر الكثيرين على الإنتقال لكروم، و إنهاء صلاحية المتصفحات الأخرى . هذا مصدر لتصريح كريس بيترسون .

- إرسال تحديثات اليوتيوب على كروم أولا، و على باقي المتصفحات لاحقا : 

لم يمض الكثير من الوقت أيضا قبل ان تطلق نسخ أخرى من متصفحات كروم مثل Google Chrome Canary و Google Chrome Dev ( يمكنك التعرف عليها من هنا ) التي تقول جوجل ان اي تحديثات خاصة بمتصفح جوجل كروم يتم إصدارها اولا في هذه النسخ، لكن ليس فقط تحديثات المتصفح، بل تحديثات خدمات جوجل الأخرى أيضا مثل اليوتيوب، او جيمايل او حتى جوجل.
فكانت بعض الإضافات التحسينية في الواجهة و كذلك الآداء الخاصين باليوتيوب ( سنكرز أكثر على اليوتيوب ) يتم إصدارها لمتصفح جوجل كروم قبل أي متصفح آخر، بحيث يمكن لمستخدمي كروم مثلا الإستمتاع بمنصة Youtube Gaming أولا، و إستقبال الـ Dark Mode أولا، و خاصية الـ Download قبل الجميع، و قد تصير متاحة بعد أسبوع او اسبوعين في باقي المتصفحات الأخرى، دعوة غير مباشرة أخرى للكف عن إستخدام المتصفحات الأخرى و الإنتقال الى كروم.
بالمناسبة، حدثت اليوتيوب مؤخراً سياستها أيضا في التحديثات بحيث تستقبلها بعض الدول أولا قبل دول أخرى كذلك .

- خدمات الفيديو الأخرى أسرع على Edge و أبطأ على Chrome : 

سنبدأ الآن بالتحدث على Edge الذي يمكننا إعتباره نسخة أكثر تطويرا من Explorer، ان تقوم بتشغيل اليوتيوب على Edge سيأخذ منك وقتا طويلا قبل ان تشاهد الفيديو الأول، وقت أقل ستقضيه بإستخدامك لجوجل كروم للقيام بنفس الأمر، لكن هل جربت تشغيل خدمات فيديو أخرى مثل Dailymotion او Vimeo على Edge و مقارنتها مع كروم ؟
إن فعلت ستجد ان تشغيلها أسرع بل و أن Edge يدعم تشغيل الفيديوهات بكفاءة، حتى أن بعض اصدقائنا في المنشور السابق على الصفحة صرحو انهم يشاهدون البث المباشر للمباريات و غيرها بشكل أسرع من مشاهدته على كروم، و ليست شهادتهم وحدها كافية، بل الكثير من الشهادات على Quora كذلك تصرح بالمثل، يمكنك مشاهدة اليوتيوب بشكل أسرع على كروم، لكن يمكنك مشاهدة  أي خدمة فيديو أخرى بشكل أسرع على Edge.

- متصفح Edge أسرع من جوجل كروم سنة 2017 : 

تم مقارنة مجموعة من الخدمات التي تميز المتصفحات عن بعضها مثل توافق الجافاسكربت، سرعة الـ Rendering، توافق الـ CSS، سرعة تحميل الصفحة، الواجهة، إستهلاك موارد الجهاز و غيرها بين عدة متصفحات من بينها Edge, Firefox, Chrome, Vivaldi, Opera، و قد تفوق Edge في مجموعة من الإختبارات على هذه المستويات حسب عدة مواقع، و قد فشل تقريبا فقط في الحماية التي تمركز في المركز الرابع فيها، علماً ان Edge حينها كان في طور ظهوره و ليس كامل التحديث، أيضا فـ  Edge أسرع بكثير من جوجل كروم على جهاز الأندرويد، و يتمتع بالخفة ناهيك على  إدراج مساعد Cortana داخل المتصفح كذلك. مصدر المقارنة .
صحيح ان Edge لا يتمتع بنفس قوة Chrome، لكنه كفيل بالمنافسة القوية لو اتيحت له فرصة  تشغيل خدمات جوجل خصوصا اليوتيوب بنفس كفاءة جوجل كروم، و كان سيكون أقوى لو قامت جوجل بالمنافسة الشريفة على كل المتصفحات، خصوصا ان حصتها من السوق الآن كبيرة جدا.

ان نظرية " مؤامرة " ضد إكسبلورر تبقى  خيالا، او غير مؤكدة بالعديد من الأقاويل، لكن لا يمكننا ان نستبعد كليا جوجل عن الواجهة و نبرئ فريق اليوتيوب من التهمة، فيوجد العديد من الدلائل و الطرق الغير الشريفة التي استخدمتها اليوتيوب من أجل التفوق على كل المتصفحات و ليس فقط إكسبلورر او Edge، لكن عموماً يبقى إختيار المتصفح مبنيا على نظرة و إستخدام المستخدم له.

شاركه على :