قد إستعبدتنا التكنولوجيا، جادلني في هذا الأمر كما تحب لكنها مُسلمة لا يمكن نكرانها، خصوصا مواقع التواصل الإجتماعي التي جمعت العالم برمته في موقع صغير و جعلتنا نعيش فيه أحلامنا و ميولاتنا و ننسى العالم الحقيقي و للأسف فمن الصعب الخروج منه و إن أدركت انك ضحية للإستعباد في هذه المواقع، إذ يقول المثال البسيط : " إن لم تستطع هزيمتهم، فإنضم إليهم "، أعلم جيدا مدى صعوبة الإقلاع عن الانترنت و منصة اجتماعية و ليس علينا فعل ذلك، مادمنا قادرين على تحقيق إستفادةِِ قصوى منها.
نفس التفكير إنتابني سنوات خلت، فقررت ان أبدأ في الإستفادة من منصات التواصل الإجتماعي بطريقة تدر علي المعرفة و العلم، ليس بالضروري علم أنتفع منه ماديا او مهنيا، بل فقط علم أنتفع به شخصيا، فنشرت مقالا بعنوان كفاك تضييعا للوقت ! ... تعلم كيف تستفيد من تصفحك على موقع الفيسبوك الذي شاركت من خلاله نظاما للإستفادة من الفيسبوك اتبعه شخصيا، نظام قد إستغرق مني أشهرا لأتقبله و أستفيد منه حرفيا، و قد كان الأمر جيدا، إلا ان بعض العيوب تشوبه قليلا، فأولا انا لا أستفيد من مختلف المجالات، فما تفرضه علي تلك الصفحات او المواقع هو كل العلم المُحصل، و توجب علي البحث دائما عن صفحات أفضل، إلا ان سياسة الفيسبوك اللعينة ستمنع وصول منشورات هذه الصفحات إلي و بذلك ضياع معلومات و إستفادة علي كذلك.
إلا ان القشة التي كسرت ظهر صبري كانت سياسة الفيسبوك المنحطة التي تسمح بإظهار منشورات الأصدقاء أولا، ثم المجموعات ثانيا و أخيرا الصفحات في الذيل، الشيئ الذي غير تصفحي اليومي للفيسبوك الى مأساة مليئة بمشاعر فارغة و حياة زائفة لأصدقائي على تلك المنصة، فتوجب علي إتخاذ حينها إجراء آخر أستطيع إتخاذه حصنا لأستفيد حقا من هذا المجال التقني و الا استسلم للتفاهة.
كانت منصة Reddit او ريديت الخيار الثاني و الأكثر ملائمة لي، كوني أتصفح الموقع لما يقارب الـ 4 سنوات تقريبا منذ إكتشافي له للمرة الأولى، إلا انني لم أحقق إستفادة جيدة منه، فإستفادتي منه كانت جزئية أتصفحه ربما مرة او مرتين في الأسبوع، إلا ان تضييق الخناق على الفيسبوك و منعي من الإستفادة من الصفحات و إختيار المصادر الأفضل للحصول على المعلومة، جعلني أفكر مجددا في التعاطي لمخدر ريديت هذه المرة، لكن قبلا، توجب علي تنظيم العديد من الأشياء.
لكن لحسن الحظ، يوجد أدوات تساعدك على الإقلاع عن هذا الإدمان، إستخدمت إضافة StayFocused، و هي إضافة تحدد لك الوقت الزمني الذي عليك قضائه في تصفح موقع كل 24 ساعة، إن إستنفذت الوقت، فلا تستطيع الولوج للموقع الا بعد 24 ساعة، بدأت ب 3 ساعات يوميا، و الآن و أنا اكتب لك هذا المقال قد حددت إستخدامي لمنصة الفيسبوك لمدة 40 دقيقة يوميا فقط، أستطلع فيها فقط بعض الصفحات التي أتابعا بشكل See First، أو اشاطر بعض الإخوان بعض المعلومات في مجموعات الفيسبوك، و من هذا النص، أوجه إعتذاري لكل من راسلني على منصة الفيسبوك سابقا و لم أقم بإجابته، فإستخدامي لمنصة الفيسبوك أصبح إستخداما معقولا الآن، و قد يُصبح أكثر رزانة مستقبلا.
بعدها، أصبح إستخدامي لمنصة ريديت أكبر، إذ بدأت بالإستفادة من كل صغيرة و كبيرة، سواء تقنيا او برمجيا او سياسيا او ترفيهيا كذلك، و الإستفادة كذلك من تجارب مستخدمين آخرين، بل صرت أيضا عضوا فعالا كذلك، و إستفسرت عن العديد من الأشياء و لم أجد بُخلا في الإجابة او علما لا يُشارك على عكس منصة الفيسبوك التي كان ربما جل الأجوبة إما سخرية او إستهتار دون رد فعل يُمكن الإستفادة منه ( و يمكنك ان تلاحظ ذلك جيدا في مجموعات الفيسبوك )، فأصبح إستخدامي للفيسبوك أقل و أقل مع الأيام، لربما لدقائق معدودة كل يوم فقط لا أقل و لا أكثر، بينما ريديت صار إدمانا إيجابيا بالنسبة لي.
أيضا، تَصفُحك لريديت يغنيك عن تصفح جل الإنترنت تقريبا ( اجنبيا ) فكل ما يتم نشره في كل الفروع تتوصل به، يمكنك الإطلاع عليه كاملا سواء في الصفحة الرئيسية او عند الولوج لذلك الفرع، مما يعني و بشكل حرفي لن تتغاضى إطلاقا عن أي خبر، معلومة، منشور ...، عكس فيسبوك التي تجبر صناع المحتوى و أصحاب الصفحات على الدفع و الدفع من أجل إيصال منشوراتهم للمعجبين، أي بدورك أنت توجب عليك إنتظار صاحب الصفحة ليقوم بتمويل ذلك المنشور لتستفيد منه أنت.
و بالنسبة لي، أعتبر الميزة الأكبر في ريديت هو تصفية حسابات المستخدمين و جعل إستخدامك للمنصة تقنيا و مفيدا 100%، لا احد سيفرض عليك صوره في إجازته، او مشاعر الحب المكنونة داخله، يوجد فروع في الموقع لذلك لكن نحن لا نهتم بها صحيح ؟ لذلك سيصير إستخدامك أخيرا لمواقع التواصل الإجتماعي فريدا من نوعه لا تشوبه شائبة، و لربما هذا ما جعلني أفكر في ريديت كمنصة ثانية و ليس تويتر او انستغرام.
ريديت يضم أمهر المبرمجي و المصممين و الهاكرز و كل شيئ من أي شيئ، إختيارك للمنصات يبقى الحائل بينك و بينهم، ريديت منصة أكثر إفادة بكثير من كل منصات التواصل مثل تويتر، فيسبوك، يوتيوب و غيرها، و الإنتقال إليها محتم في ظل كل هذه المنصات التافهة.
لاحظ معي جيدا، أن هذا المقال هو عبارة عن تجربة شخصيا اشاطرها و إياك، و أحكي لك سيرورة الإنتقال بين المنصات سعيا للحصول على إستفادة أفضل من منصات التواصل الإجتماعي.
كانت منصة Reddit او ريديت الخيار الثاني و الأكثر ملائمة لي، كوني أتصفح الموقع لما يقارب الـ 4 سنوات تقريبا منذ إكتشافي له للمرة الأولى، إلا انني لم أحقق إستفادة جيدة منه، فإستفادتي منه كانت جزئية أتصفحه ربما مرة او مرتين في الأسبوع، إلا ان تضييق الخناق على الفيسبوك و منعي من الإستفادة من الصفحات و إختيار المصادر الأفضل للحصول على المعلومة، جعلني أفكر مجددا في التعاطي لمخدر ريديت هذه المرة، لكن قبلا، توجب علي تنظيم العديد من الأشياء.
- إنهاء علاقتي مع الفيسبوك :
أولا، توجب علي التخلص من إدمان الفيسبوك، فرغم إرتدادي على منصة ريديت يوميا بدل الإٍرتداد الأسبوعي، إلا ان تصفحي لمنصة الفسيبوك لازال يستهلك مُعظم وقتي اليومي بدون أي إستفادة إطلاقا، لذلك توجب علي أولا تقليص فترة تعاملي مع منصة الفسيبوك، فقمت أولا بتحويل كل أعمالي و خدماتي لحساب بيزنس على المنصة من أجل جعل كل تعاملاتي منفصلة على إستخدامي الشخصي لمنصة فيسبوك و كانت هذه الخطوة الأهم، فالآن الحائل بيني و بين التصفح اليومي للفيسبوك غير موجود، فولوجي للموقع سيكون بمثابة مضيعة للوقت بنسبة 95%، رغم ذلك، لا أستطيع عدم الولوج إليه، فالإدمان إدمان و أعترف بهذا أمامكم !لكن لحسن الحظ، يوجد أدوات تساعدك على الإقلاع عن هذا الإدمان، إستخدمت إضافة StayFocused، و هي إضافة تحدد لك الوقت الزمني الذي عليك قضائه في تصفح موقع كل 24 ساعة، إن إستنفذت الوقت، فلا تستطيع الولوج للموقع الا بعد 24 ساعة، بدأت ب 3 ساعات يوميا، و الآن و أنا اكتب لك هذا المقال قد حددت إستخدامي لمنصة الفيسبوك لمدة 40 دقيقة يوميا فقط، أستطلع فيها فقط بعض الصفحات التي أتابعا بشكل See First، أو اشاطر بعض الإخوان بعض المعلومات في مجموعات الفيسبوك، و من هذا النص، أوجه إعتذاري لكل من راسلني على منصة الفيسبوك سابقا و لم أقم بإجابته، فإستخدامي لمنصة الفيسبوك أصبح إستخداما معقولا الآن، و قد يُصبح أكثر رزانة مستقبلا.
- ما هو موقع ريديت ؟ و كيف يعمل ؟
دعني أشرح لك منصة Reddit قليلا و لما إخترتها كمنصة مثالية لإدمانها، موقع ريديت هو موقع أجنبي، يتضمن الموقع مجموعة من الأقسام التي تُسمى بالـ Subreddit، كل قسم يُعنَى بمجال معين، السياسة، الإقتصاد، العلوم، التكنولوجيا، الصور، ضحك ...، يوجد ما يقارب 2 مليون فرع او Subreddit و يمكن لأي شخص ان ينشئ الفرع الخاص به و ينضم الآخرون إليه، ثم يأتي مستخدمون اخرون و يقومون بالنشر في تلك الفروع، ليس هذا فقط، بل الفروع الكبرى و لنأخذ مثلا فرع Gaming الذي يتجاوز عدد مشتركيه المليون، لا ينشر فيه أي شخص، بل شركات و مواقع عالمية مثل IGN مثلا، او خبراء Steam، أي ان المعلومات المنشورة في ذلك الفرع ليست عشوائية، او فارغة او احاسيس أشخاص فقط ( يوجد فروع لذلك ) بل هي واجهة الإنترنت التي يشارك الإنترنت شخصيا في تكوينها، تنضم أنت بدورك الى الفروع التي تناسب ميولاتك و إهتماماتك، ثم تتوصل في الواجهة الرئيسية بأكثر المنشورات تصويتا في ذلك الفرع، يمكنك لاحقا الولوج للفرع و تصفح كل محتواه، إلا ان الصفحة الرئيسية تُظهر لك الأكثر تصويتا او الاجدد حسب نوع الترتيب الذي تختاره.- تهيئة حساب ريديت و بدأ الإنتقال الى هذه المنصة :
بعد أن قمت بحد إستخدامي لمنصة الفيسبوك، فقد حان الوقت لتنظيم حساب ريديت إدماني يفتح شهية التصفح و الإستفادة، قمت بتسجيل حساب جديد لأني اردت البدئ من الصفر و تكوينه على أهوائي، قمت بذلك و قمت بجلب بعض الـ Subreddits التي اتابعها دائما حاليا و سابقا ( يمكنك ان تجدها هنا إذ قمت بإدراجها في أحد مقالاتنا في وقت سابق ) ، ثم توجهت الى واحد من أكبر المجتمعات في Reddit و هو مجتمع /r/AskReddit الذي تطرح من خلاله سؤالا او إستفسارا و تنتظر الجواب من ملايين المستخدمين، كان إستفساري ان يقترح علي كل مستخدم أفضل الفروع بالنسبة إليه، و لما يتابعها، و طلبت من التقنيين و المهتمين أيضا بالتكنولوجيا ان يقترحو علي أفضل الفروع المفيدة، حصلت على دزينة من الفروع التي يمكنني ان اتابعها و أنا متأكد من إستفادتي منها، فتابعت و تابعت حتى صار عدد الفروع المنضم إليها يتجاوز الـ 100 فرع، و بذلك، فصرت أتلهف كل يوم لأطلع على جديد كل فرع من الفروع الـ 100، و أن ارى جديدها و أستفيد منه، خصوصا ان كل فرع من هذه الفروع إنتقيته بعناية فائقة و الإستفادة مؤكدة من خلالها.
ملاحظة أخرى، منصة ريديت من المنصات الأجنبية التي يرتادها القليل و القليل من العرب، يوجد فروع عربية يمكنك متابعتها، لكن معظم الفروع تتحدث الإنجليزية، لذلك عليك ان تجيد و لو قليلا هذه اللغة من أجل تمكين الإستفادة من خلال ما يتم نشره في المنصة .
بعدها، أصبح إستخدامي لمنصة ريديت أكبر، إذ بدأت بالإستفادة من كل صغيرة و كبيرة، سواء تقنيا او برمجيا او سياسيا او ترفيهيا كذلك، و الإستفادة كذلك من تجارب مستخدمين آخرين، بل صرت أيضا عضوا فعالا كذلك، و إستفسرت عن العديد من الأشياء و لم أجد بُخلا في الإجابة او علما لا يُشارك على عكس منصة الفيسبوك التي كان ربما جل الأجوبة إما سخرية او إستهتار دون رد فعل يُمكن الإستفادة منه ( و يمكنك ان تلاحظ ذلك جيدا في مجموعات الفيسبوك )، فأصبح إستخدامي للفيسبوك أقل و أقل مع الأيام، لربما لدقائق معدودة كل يوم فقط لا أقل و لا أكثر، بينما ريديت صار إدمانا إيجابيا بالنسبة لي.