أعلنت شركة OpenAI عن إطلاق مشروع جديد لها يعتمد على الذكاء الاصطناعي ضمن سلسلة مشاريعها الكثيرة. ويجيء هذا المشروع تحت اسم SearchGPT حيث تهدف الشركة إلى تغيير عالم محركات البحث ومنافسة شركة جوجل في هذا المجال. ويتوقع أن يوفر المشروع الجديد SearchGPT إجابات مفصلة ودقيقة لأسئلة المستخدمين بناءًا على مصادر مختلفة عبر الانترنت عكس جوجل الذي يستعرض نتائج البحث فقط.
تعتمد هذه الميزة على الإصدار المحسن من مودل الذكاء الاصطناعي GPT-4o حيث يمكن للمستخدمين البحث عن المعلومات في مختلف المجالات مثل الرياضة، والأخبار، وأسعار الأسهم، وأحوال الطقس ... إضافة إلى ذلك يوفر هذا النموذج إمكانية إدراج روابط لهذه الأخبار أو من مواقع أخرى على الانترنت في حالة رغبة المستخدمين في إكمال القراءة من مصادر خارجية حول الموضوع.
وقد قالت شركة OpenAI في توضيحها حول كيفية عمل هذه الميزة أن هذا النموذج من الذكاء الاصطناعي له القدرة على التعرف على متى يحتاج إلى المستخدم للبحث على الانترنت ومتى لا يحتاج إلى ذلك. كما يمكن للمستخدمين تفعيل هذا الخيار يدويًا عن طريق أيقونة البحث الجديدة التي تم إضافتها. فمثلا عندما يقوم المستخدم بطرح سؤال عن مدينة معينة فسوف تظهر له النتائج المحلية لهذا السؤال، ويمكنه فيما الاستفسار أنشطة محددة أو أماكن معينة في هذه المدينة.
وقد أشارت الأخبار إلى أن شركة تسعى إلى تطوير نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص به وجعلها أكثر شمولية وتكامل، حيث من المتوقع أن تتجاوز OpenAI محركات البحث بل وإطلاق متصفح كامل تابع لها من أجل تسهيل انتقال المستخدمين إلى الموقع الأخرى دون الخروج من التطبيق. وقد أوضحت الشركة في تصريحاتها أن ميزة البحث الجديدة سوف تتوفر لمشتركي ChatGPT plus في منصات الحاسوب والهاتف. بينما سوف تتوفر بالنسبة لعملاء المؤسسات الكبرى والمجتمعات الأكاديمية في الأسابيع القادمة. إضافة إلى ذلك قامت الشركة بتطوير إضافة خاصة بالمتصفح، حيث تسمح هذه الإضافة بجعل محرك البحث SearchGPT كمحرك البحث الافتراضي للمتصفح.
ومن التحديثات التي سوف تقوم به الشركة لهذا المشروع في المستقبل، هي إمكانية دمجه مع وضع الدردشة الصوتي. حيث سوف تتيح هذه الميزة للمستخدمين إمكانية إجراء حوارات ونقاشات مع النظام دون الحاجة للحصول على اجابات مكتوبة.
وقد أثارت هذه التحديثات الكبيرة والنوعية لـ ChatGPT مخاوف أصحاب المواقع، حيث يتوقع أن يكون لها تأثير كبير على انخفاض زيارات أصحاب المواقع، وهذا حسب أحد الدراسات التي أكدت أن الملخصات الآلية والأجوبة المباشرة المقدمة من نماذج الذكاء الاصطناعي قد ساهمت في خفض حركة الزيارات في المواقع بنسبة 25 بالمئة. خصوصًا أن SearchGPT يقتبس معلوماته (أو بالأحرى يسرقها) من مواقع الويب ويستعرضها داخله. مما يؤثر سلبًا على صناع المحتوى والكتاب والمدونات الرقمية.
وفي ردها على هذه المخاوف أكدت الشركة حرصها على اختيار المقالات المناسبة والأكثر ملائمة للمستخدمين وتحديد طول مناسب بحيث لا يؤثر على زيارات المواقع، مع توفير روابط وإحالات لأصحاب هذه الأجوبة المستعملة. فإذا كنت من أصحاب المواقع الموثوقة والغنية بالمصادر والمعلومات المفيدة فلا يجدر بك الخوف من هذه التحديثات، بل قد تساعد هذه التحديثات موقعك في الظهور في كثير من إجابات الذكاء الاصطناعي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق