هذه أفضل ميزات نظام HarmonyOS من هواوي

في أحدث التقارير، أشارت شركة هواوي أن نظام التشغيل الخاص بها HarmonyOS حقق الأهداف المرجوة، وأصبح بالإمكان الاعتماد عليه كنظام تشغيل أساسي للهواتف الذكية والحواسيب. فمنذ حظر الشركات الأمريكية خدماتها على هواوي بادرت هذه الأخيرة بالاكتفاء ذاتيًا، والتخلي عن الشرائح والتطبيقات والأنظمة التابعة لشركات أمريكية، وتحصين نفسها بأنظمتها الخاصة. 

قريبًا جدًا سنشهد نظام HarmonyOS بشكل رسمي ومتاح بين أيادي الجميع، ويمكن للمستخدمين من كل أنحاء العالم تجربة ما يقدمه نظام HarmonyOS للمستخدمين. لكن قبلًا، هذه بعض الميزات والمعلومات حول نظام HarmonyOS. 

قبل كل شيء: ما هو نظام HarmonyOS؟ 

حين تعرضت شركة (هواوي) للحظر الأمريكي وقطع الدعم على مختلف أنظمة التشغيل مثل أندرويد والويندوز وغيرهم، بات عليها تجهيز عتادها الخاص من الأنظمة والإلكترونيات. من هنا بدأت فكرة إنشاء نظام تشغيل جديد الذي سيسمى لاحقًا بـ HarmonyOS. 

نظام التشغيل HarmonyOS هو نظام تشغيل مجاني ومفتوح المصدر مبني في الأصل على نواة الـ Linux. كان الهدف من النظام في البداية أن يكون بديلًا لنظام التشغيل أندرويد، قبل أن تقرر هواوي جعله نظام الواحد في الكل. أول ظهور رسمي لـ HarmonyOS كان في سنة 2019 بالمناسبة. 

من الصعب تحديد مستقبل نظام HarmonyOS في الوقت الحالي، لكن الخطوة القادمة لشركة هواوي هو إطلاق هذا النظام بشكل عالمي، ومن هناك يمكن تحديد مصيره. يمكن للنظام في الفترة الحالية منافسة أنظمة تشغيل الهواتف الذكية، وقد شهدنا نجاحه في هواتف مثل Huawei P50 و Huawei Nova 9، وكذلك في بعض الأجهزة اللوحية مثل والأجهزة القابلة للارتداء مثل Huawei Matepad Pro 12 و Huawei Watch 3. وللتو سنشهد طريقة عمله على الحواسيب بعد إصدار لابتوب Huawei MateBook X Pro الجديد. 

بعض أفضل ميزات نظام HarmonyOS 

إن السؤال الذي نحاول الإجابة عليه في هذا المقال هو: هل يستطيع تظام HarmonyOS النجاح في ظل المنافسة القوية التي نشهدها اليوم في أنظمة التشغيل؟ وللرد على هذا التساؤل، وجب استخراج أفضل وأقوى ميزات نظام HarmonyOS، والتي قسمناها على الشكل التالي. 

نظام واحد لمختلف الأجهزة الذكية 

إنشاء إيكوسيستم (Ecosystem) واحد لمختلف الأجهزة بنظام تشغيل واحد هو أحد أهم النقاط التي تحاول معظم الشركات تطبيقها اليوم. بداية من سامسونج مرورًا بشاومي ( عبر نظام HyperOS ) وكذلك هواوي عبر نظام HarmonyOS. باستخدام نظام تشغيل واحد يمكن تشغيل مختلف الأجهزة: حواسيب، هواتف ذكية، أجهزة قابلة للإرتداء، أجهزة أخرى من نوع سمارت. يضفي هذا ميزة أساسية وهي إمكانية التواصل بين هذه الأجهزة بسهولة كبيرة، كتبادل الحالات (Status) وتبادل الملفات ومراقبة آداء جهاز على جهاز آخر والتحكم به. 

تقنيات ذكاء اصطناعي خاصة ومساعد صوتي 

الذكاء الاصطناعي أصبح تقنية تحاول فرض نفسها في مختلف الأجهزة، وهواوي بدورها تود مواكبة هذا التطور. لذا أدرجت بعض خدمات الذكاء الاصطناعي ومساعد شخصي صوتي في نظام HarmonyOS. بسبب انقطاع العلاقات مع الشركات الأمريكية، لن نرى خدمات مثل ChatGPT أو Gemini أو Copilot في المنصة، تمتلك هواوي تقنية تسمة بـ Celia  والتي من المفترض أن تكون المساعد الرئيسي المميز بتقنيات الذكاء الاصطناعي في HarmonyOS. لازالت فرصة استخدام أ،ظمة ذكاء اصطناعي مثل Baidu متاحة في النظام. 

ميزة Super Device لإنجاز وتوكيل المهمات بين الأجهزة 

من ميزات إنشاء نظام إيكو سيستم بين مختلف الأجهزة، هو الإطلاع على حالة أجهزة على أجهزة أخرى والتحكم بها وتوكيل المهمات عليها. توفر (هواوي) ميزة تسمى بالـ Super Device ومفادها أن جهاز واحد يكون هو ترويسة باقي الأجهزة والآمر الناهي بينها، في الغالب الهاتف الذكي. من خلال هذا الجهاز يمكن توكيل مهمات مختلفة لباقي الأجهزة من خلاله. يمكن تعيين مثلًا الهاتف الذكي كجهاز رئيسي وربطه مع باقي الأجهزة الأخرى (المبنية على Harmony) ومن هاتفك يمكن التحكم في حاسوبك مثلًا. 

خاصية الإضافات و الـ Widgets 

يمتاز نظام الويندوز 11 بالإضافات أو الـ Widgets التي تساعد على جلب بعض المعلومات الثانوية وتحسينات على الواجهة بشكل عام. وقد اشتقنا في الحقيقة لإضافات والـ Widgets على سطح المكتب كالتي كانت في الويندوز 7 ولازال بإمكان مستخدمي الويندوز الحصول على بعض الإضافات عبر برامج مخصصة. عودة بنا إلى هواوي النظام على مختلف الأجهزة يجلب مجموعة من الإضافات التي يمكن اعتمادها على واجهة سطح المكتب. 

خفيف للغاية ويقدم آداء أفضل من الأنظمة الأخرى 

حاولت شركة هواوي اعتماد الخفة في النظام، خصوصًا أنه سيكون نظامًا أساسيًا في الأجهزة القابلة للارتداء التي في العادة تكون خاماتها الداخلية ضعيفة. لهذا فإن نظام HarmonyOS من هواوي سيكون نظام جد خفيف على مختلف الأجهزة. وهذا عادي خصوصًا أنه سيعتمد على اللينكس كأساس مصدري له. سيمكن للابتوبات ذات مقومات تشغيل ضعيفة أو متوسطة تشغيل هذا النظام بكفاءة وسلاسة وقد يكون بديلًا لنظام الويندوز في الحواسيب الضعيفة أيضا. 

نظام ومتجر إدارة التطبيقات ( وتطبيقات الموبايل ) 

ستقدم هواوي متجر تطبيقات تشاركي بين كل من الهاتف الذكي والحاسوب مع بعض التطبيقات الاستثنائية التي لن يمكن تشغيلها إلا على نظام واحد. تمتلك هواوي مسبقًا تطبيق Huawei App Gallery لتطبيقات الموبايل، وقد تعتمد نفس المتجر لإضافة تطبيقات للحواسيب أيضا. متجر التطبيقات للأسف قد لا يضم البرمجيات الشهيرة التي اعتدت استخدامها وسيضم تطبيقات مفتوحة المصدر والمجانية والتطبيقات الصينية وبالتأكيد التطبيقات من تطوير شركة هواوي. وقد أوضح متجر Huawei App Gallery ذلك جليًا. 

واجهة مميزة وراقية 

اهتمت هواوي كثيرًا على الواجهة واهتمت بالكثير من التفاصيل. وحاولت في نفس الوقت توفير واجهة مختلفة عن أنظمة تشغيل أخرى خصوصًا الـ MacOS، إذ تعرضت لبعض ردود الأفعال التي تقول أن واجهة هواوي تشابه الـ MacOS. الواجهة لطيفة وسهلة الاستخدام على كل من الهاتف الذكي والتابلت والأجهزة الأخرى. لكن على الحاسوب قد لا تبدو بتلك الاحترافية كما لو كنت تستخدم هاتفًا كبيرًا لا غير. لكن الواجهة على الحاسوب ولحسن الحظ تمتلك بعض التخصيصات وكذا يمكنها تشغيل البرامج بشكل عادي، فلا يغرك منظرها البريء. 

بعض التخوفات من استخدام نظام HarmonyOS 

نظام HarmonyOS سيصبح نظام متاح بكل رسمي في مجموعة من الحواسيب والأجهزة والهواتف الذكية. وهذا يخلق تخوفات كثيرة قد حاولت مجموعة من الشركات الأمريكية بالإشارة لها. نذكر من بينها: 

تخوفات متعلقة بالأمن والحماية 

تفرض الحكومة الصينية بشكل عام أن  توفر كل الشركات التي تنشط ضمن نطاقها بتزويدها بكافة المعلومات حول الشركة ومستخدميها، وأضحى هذا روتينًا متعارف عليه في الصين. إستخدام HarmonyOS يجعلك تلقائيا ضمن نطاق خدمات الصين، ومن المرجح وبشكل كبير أن تتجسس عليك الحكومة الصينية من خلال نظام هواوي الجديد. وهو ما يكسر خصوصية المستخدمين. لكن لأخذ الأمور بحيادية، كل الشركات تقريبًا تفعل نفس الأمر اليوم، حتى (آبل) التي لطالما ادعت أنها تؤمن حماية المستخدمين. 

تخوفات متعلقة بعدم دعم أشهر التطبيقات والبرامج 

سيكون نظام مفتوح المصدر بالفعل، وسيسمح هذا للمستخدمين بالاعتماد على برمجيات مختلفة. لكن هل ستكون البرمجيات الأمريكية مدعومة في النظام؟ خدمات وبرمجيات مثل برامج مايكروسوفت و أدوبي وحتى برامج جوجل وغيرها. البرمجيات المجانية والحرة ستكون متاحة خصوصًا عبر متجر هواوي، لكن لا يوجد تأكيد إن كانت برمجيات أخرى ستكون مدعمة في النظام. 

وفي الختام 

بشكل عام سنرى نظام جديد ومختلف هذه المرة من طرف هواوي، قد يعيدها من قعر الجحيم الذي عاشته بعد حظر أمريكي صارم. هناك فئة كبيرة من عشاق شركة هواوي ومنتجاتها والذين لن يتغاضوا عن تجربة النظام الجديد.