هل سمعت بمعضلة الألفية (Y2K Delimma)؟ نقترح عليك أن تقرأ مقالنا الكامل حول معضلة الألفية من هنا قبل الاستمرار في قراءة هذا المقال، إذ سيساعدك الأمر كثيرا في فهم المقال عن كثب. لكن بالمختصر المفيد، في سنة 1999 كانت الحواسيب ذات مقومات متدنية، فكان يتم اختزال تسجيل التواريخ والبيانات. فكانت التواريخ وهي الأساس في هذه المعضلة، يتم تسجيل طرف السنوات على شكل رقمين. فحين نقول مثلا 98 فهذا يعني سنة 1998 لكن الحاسوب لا يدرك ذلك. لذلك، بعد الوصول لرقم 99، سيعود الترقيم إلى 100 ولأنه يأخذ رقمين سيأخذ 00 ويعود التاريخ إلى 1900. فسميت بمعضلة الألفية، لأن معظم البنوك والشركات بدأت تعتمد على الحواسيب آنذاك، فسارعت الشركات بإطلاق تحديثات طارئة لمنع حدوث هذا، وكان الأمر سيتسبب حرفيا في كارثة رقمية.
إن كنت من عشاق المسلسلات الكرتونية قليلا، تابع الحلقة رقم 4 من الجزء 11 من سلسلة The Simspons، كذلك الحلقة رقم 3 في الجزء الثاني من مسلسل Family Guy، فكلاهما كان محور الحلقتين معضلة الألفية، في طابع كوميدي بالطبع .
ماذا لو أخبرتك أن نفس الأمر على وشك الحدوث مجددا، والمتسبب الرئيسي فيها سيكون هذه المرة كل من متصفح Chrome و FireFox. فما القصة؟
عدد كبير من مواقع الويب قد لا تشتغل بداية من مارس !
هذه الجملة الخبرية ليست خادعة، بل حقيقة: عدد كبير من مواقع الويب إن لم يكن كلها قد لا تشتغل بداية من مارس، والسبب هو متصفح كروم ( ومتصفحات Chromium المبنية عليه ) ثم متصفح FireFox في تحديثهما رقم 100. مالم تتدارك شركة جوجل و Mozilla الموقف، وقامت بتوفير تحديثات طارئة لمتصفحاتها أولا، ثم نشر وتوسيع نطاق الخبر على أصحاب مواقع الويب لجعل مواقعهم متوافقة. ما لم يحدث ذلك، فمن المقرر بداية من 3 مارس أن تتوقف مواقع الويب العادية عن العمل في متصفح كروم ( وهو تاريخ إطلاق تحديث 100 )، ثم في مايو لمتصفح FireFox.
ما السبب وراء تعطل مواقع الويب في هذا التحديث؟
المعضلة التي أمامنا اليوم، أنه في تحديث الـ 100 لكل من متصفح FireFox و Google Chrome وبقية المتصفحات المبنية عليها، أنها تستخدم في الأصل ما يسمى بالـ " user-agent" من أجل إشعار خادم الموقع بنوع المتصفح الذي يتم استخدامه. وهو في الغالب يتكون من رقمين (2 digits) يبتدأ بعلامة UA كإرشاد لعبارة user-agent. وهذا الكود هو المسؤول عن إرسال واستقبال الـ Requests أو الطلبات بين المتصفح وموقع الويب حاملاً مع إصدار الـ UA الذي يتكون من رقمين فقط.
لكن، في تحديث الـ 100، عنصر الـ UA الذي يحمل رمز إصدار المتصفح، لن يتكون من رقمين فحسب، بل سيتكون من 3 أرقام هذه المرة. وإن بقي الأمر على حاله، فإنه سيحدث كما حدث في معضلة الألفية، وقد يرسل العميل إصدار المتصفح من صنف 00، فيجعل الموقع والخادم غير متوافقين إطلاقا مع المتصفح. وهذا سيؤدي إما لعدم ظهور الموقع أساسا، أو ظهوره دون تحميل العناصر الضرورية كسكربتات الـ Javascript وتقنيات الويب الحديثة.
ما الحل؟
الحل في الحقيقة يتكون من جزئين: الجزء الأول وهو المتعلق بكل من شركات مثل Google و FireFox، والجزء الثاني حل متعلق بالمستخدم أو أصحاب مواقع الويب.
في حين أن شركتي Google و Mozilla تصارعان الزمن من أجل تحديث الخوادم ومواقع الويب المبنية عليها للتوافق و الـ UA الحديث، فإنه على أصحاب المواقع التقيد بالإرشادات الجديدة لجعل خوادمهم ومواقع الويب تقبل الـ UA الحديث. بادرت شركة جوجل بإطلاق صفحتها الخاصة الإرشادية التي تشرح لأصحاب مواقع الويب بكيفية تحديث مواقعهم حتى لا تتعطل عند إطلاق التحديث رقم 100. والتي يمكنك زيارتها من الرابط التالي والالتزام بإرشاداتها إن كنت صاحب موقع ويب.
جوجل توفر خدمات كثيرة لمساعدة المطورين على تجاوز هذه المحنة
إلى جانب الدليل السابق الذي يشرح أصل المشكلة وكيفية تجاوزها، وجب الذكر أيضا أن كروم ستقوم بتجربة خصائص هذا التحديث أولا في إصدار 98 و 99 من كروم لضمان توافق المتصفح ومواقع الويب أولا. يمكنك أيضا زيارة الموقع التالي من إنشاء جوجل أيضا الذي يدرس توافق المتصفح ( الموقع حاليا سيظهر لك عبارة NO وسيظهر عكسها في تحديث 98/99 وبالطبع 100 ).
بالرغم من ذلك ... لازالت الكثير من المواقع قد لا تشتغل أثناء صدور التحديث
التحديث لن يكون 100% آمن ويضمن لك تشغيل كل مواقع الويب، في الحقيقة معظم مواقع الويب قد تتعطل بحلول هذا التاريخ، خصوصا في المتصفحات التي تتأخر في تضمين آخر تحديثات كروميوم. من المتوقع إصدار هذا التحديث في بداية مارس من هذه السنة، وفي مايو بالنسبة لمتصفح FireFox.