تتدفق التكنولوجيا الرقمية بشكل متسارع عبر العالم بحيث لا يتوقع المرء الي أين ستقف، وذلك عبر طرح نظم جديدة للتواصل الشبكي واللاسلكي، فالأنترنت، شبكة المعلومات العالمية، لطالما كانت ولازالت من علامات التكنولوجيا الحديثة بالقرن الواحد والعشرين. فأصبحت اليوم، الرسالة الإلكترونية الإيميل ذات أهمية بالغة للتواصل من خلال التواصل اليومي بين المجتمعات على مستوى الأفراد والمؤسسات.
ثم تلاها جيل اللاسلكي لإشارات الأنترنت، الواي فاي WIFI. حيث تم إطلاق الواي فاي الجيل الجديد عبر أجهزة الحاسوب المتحركة والهاتف النقال منها جيلي آبل وسامسونج، كبرى شركات التواصل الهاتفي بالعالم. فأصبح الواي فاي من الضروريات الاستخدام المؤسساتي اليومية، التي تحتاج إلى متابعة آنية وفورية منها على سبيل المثال؛ متابعة خطوط الطيران وتطبيقات سوق العملات الأجنبية الفوركس والتبادل المعلوماتي أو على مستوى الاستخدام الشخصي.
وبنفس الأهمية، استمرت تكنولوجيا الواي فاي حسب سعتها بالانتشار منها ذات الاشارة والسرعة العالية ذات التكلفة ومنها ضئيل التذبذب، وهذا حسب نقطة المصدر والعوائق الطبيعية. حتى أتجه المطورين بمجال تكنولوجيا المعلومات، بالبحث عن تقنية جديدة، بحيث تضعّف فيها السرعة والقوة التواصلية للأنترنت، انتهت بتطوير وابتكار شبكة لاي فاي Li Fi.
اولاً ماهو الواي فاي Wifi؟
ولفهم لاي فاي Li-Fi وجب فهم أولاً الواي فاي، يرجع أسم واي فاي Wifi إلي المصطلح Wirless Fidelity وهو الأعتمادية اللاسلكية، أي يمكن الاتصال عبر شبكة الأنترنت بطريقة غير لاسلكية من أي مكان.
وتعمل تقنية الواي فاي WiFi على ترددات موجات الراديو والهاتف من خلال مودم 56 K Dialup، حيث تفعل الواي فاي WiFi على تردد موجتي b802. 11 و g802. 11 ، وهي مقاييس تنقل البيانات بسرعة 2.4 جيجا هرتز ، حيث تُعالج موجتي الواي فاي من خلال مقسم الموجاتي يسمى OFDM Orthogonal Frequency Division Multiplexing، ويتم الوصول إلى الانترنت المستخدم إلى ما يعرف بالنقاط الساخنة HotSpot. وهي عبارة عن مناطق عامة تتيح الاتصال اللاسلكي بشبكة الانترنت عبر نقاط الوصول WiFi Access Points، وهي النقاط التي يتم التقاط إشارات الواي فاي سواءاً عن شبكة مشفرة للاستخدام الشخصي أو المجاني.
لا شك أن الواي فاي هي شبكة تواصل مهمة، إلا أن لها عيوبها منها على سبيل المثال؛ صعوبة الالتقاط من مسافات بعيدة عن المصدر أو وجود عوائق تعيق قوة الإشارة التي تخفض من جودة الأنترنت، وقوة التصفح، من أفلام وصور والتداولات المالية والمصرفية والاستخدام الجوي وغيرها.
الجيل الجديد لاي فاي Li- Fi
يسمى لاي فاي بالاعتمادية الضوئية تدعى Light Fidelity بالإنجليزية، لذا فإن اختصارها هو Li-Fi أو لاي فاي. تم ابتكار مصطلح الاعتمادية الضوئية من خلال محاضرة للباحث تيدكس البروفيسور هارالد هاس من جامعة إدنبرا من قسم المعلوماتية. حيث طرح فكرة كيفية الطيف الضوئي أن يتحول الي موجات
لاسلكية لتوصيل المستخدمين بالأنترنت، حيث كشف هالرلد عن عن طريقة جديدة لتسخير قوة الطيف الضوئي بتأمين اتصال لاسلكي انترنت فائق السرعة وآمن.
حيث كشفت أول تجارب للباحث بمعمل الجامعة، أن لاي فاي تعمل بسرعة 230 جيجابت بالثانية، أي بمعدل تحميل 2 جيجابايت من البيانات في الثانية الواحدة، أي أقوى مئة مرة من الواي فاي، من تحميل مواد كبيرة السعة من فيديو، وافلام ونقل مباشر، هذه ينذر بإزاحة درامية للواي فاي Li-F عن مشهد التواصل اللاسلكي الرقمي بالعالم.
كما أن من مميزات لاي فاي Li-F هو الحماية الأمنية حيث يصعب اختراق إشارات لاي فاي، لأن إشاراتها بحكم الأشعة الضوئية تبقى محصورة حسب رغبة المستخدم، فيصعب الاختراق أو التقاطها، خلافا للواي فاي وتطبيقات البلوتوث.
أضف إلى ذلك أن الطيف الضوئي يتميز بعدم التداخل المرئي للفوتونات، وعليه حتى ولو اختلطت الأضواء سيكون من الصعب أن تتداخل بين الأجهزة الالكترونية سوآءا بالمركبات الجوية أو المؤسسات الخدمية. أضف أن مكونات لاي فاي Li-F هي أقل تكلفة من الواي فاي، وأقل استخداماً للطاقة الكهربائية.
لا يوجد حالياً جهاز هاتفي أو حاسوبي يستطيع ربط الطيف الضوئي Li-F بالأنترنت، بسبب أن التحميل سيكون ذو سعة كبيرة تحتاج الى معالج أكبر لقراءة كم هائل من البيانات فورياً تصل إلى بسرعة 230 جيجابت بالثانية، هذه الخطوة تنذر بتوجه الشركات الهاتفية والحاسوبية والشركات الجوية والمصرفية إلى هذه التكنولوجيا للربط مع استخداماتها، حيث تبنها الجيش الإلكتروني للولايات المتحدة الأمريكية لأول مرة، هذا أولاً لأمانها وثانياً والأهم لقوة تواصلية لاي فاي وسعة نقل المعلومات بسرعة فائقة. الأنترنت الضوئي في الطريق.