للتلاميذ و الطلاب ... 5 أفكار و منهجيات ننصحك بالعمل بها في العام الدراسي الجديد

للتلاميذ و الطلاب ... 5 أفكار و منهجيات ننصحك بالعمل بها في العام الدراسي الجديد

نقضي معظم حياتنا في التعلم و السعي وراء العلم، و إن كان إجباريا على كل طفل منذ سنواته الأولى، الى فترات متقدمة من حياته، ربما 12 سنة أو أكثر، تقضيها كلها في الترامي بين صفوف المدارس و الدرجات و النجاح و الإمتحانات و التحضير لها، بل حتى  بعد إنتهاء مراحل التعليم الإجباري، ستقضي سنوات أخرى في التعلم بنمطية مختلفة ربما، لن نختلف ان العالم العربي ذو مستوى تعليمي فاشل، بَيد ذلك لازالتُ و لازلنَا مجبرين على الذهاب للمدرسة في سنة دراسية جديدة مفعمة بمواد و منهجيات تعليمية جديدة، مع رفقاء  جدد و مدرسين جدد كذلك . 
لا مشكلة في ذلك حقا، فالذهاب للمدرسة جيد على مستويات كثيرة بغض النظر عن إنحطاط المناهج التعليمية المسيِرة التي تدرس فيه، فالمدرسة مكان للإتصال و التواصل، التعرف على أمثالك و نقيضك أيضا من البشر، تعلم التعاون و التآزر، الإجتهاد و الجد في العمل و البحث و التطوير، و ممارسة العديد من النشاطات البدنية و العقلية، و لا أتخيل إطلاقا اي تلميذ في مراحل الدراسة ان ينبذ كل هذا، بل على العكس يجب ان يحضنه و يمارسه أكثر . 
لكن وجهة نظر العديد من التلاميذ و الطلبة مختلفة كليا حول هذا الأمر، فالعديد لا يستقبل عامه الدراسي بنفس " الستايل "، بل يفضل التعامل مع البيئة التعليمية المحيطة به بشكل مختلف.
و قبل ان نبدأ، نرحب بك في أكوا سوسايتي، جناح من موقع أكوا ويب لنناقش معك فيه اي شيئ و كل شيئ، نناقش معك في هذا المقال المجتمع الـ 15 من دزينة مجتمعاتنا، مجتمع " التعليم " بحيث نناقش معك في هذا المجتمع كل ما يتعلق بالتعليم و منهجياته و أساليبه، و كيف يمكن تطوير ذاتك في هذا المجال كذلك، فمرحبا بك في المجتمع الـ 15 مجتمع "تعليم" في جناح أكوا سوسايتي .
فإليك إذن مجموعة من الأفكار و المنهجيات و كذا الفلسفيات و لما لا إيديولوجيات عليك إنتهاجها في هذا العام الدراسي الجديد، لعلها تكون فال خير عليك، و تساعدك على تزكية نفسك أكثر تعليميا و الإستفادة الإيجابية القصوى من التعليم . 


للتلاميذ و الطلاب ... 5 أفكار و منهجيات ننصحك بالعمل بها في العام الدراسي الجديد

1 - لا تكن متفوقا : 


قد يبدو الأمر غريبا بالنسبة لك لكن لا تقلق، يقول " جاك ما " مؤسس شركة Alibaba الشهيرة و أغنى رجل في آسيا مرشدا ولده : " لا أريدك ان تكون من الـ 3 الأشخاص المتفوقين في القسم، ان تكون في الوسط أمر جيد، مادامت درجاتك ليست سيئة، فحينها فقط سيكون لديك الوقت الكافي لتعلم مهارات جديدة  " . 
ان تكون متفوقا في القسم، او ان تسعى لتصير كذلك، يعني ان تقضي ما يقارب 8 ساعات في اليوم في المدرسة، ثم تعود مجددا الى منزلك لتدرس أكثر و أكثر، لربما حياتك لنصف العام القادمة ستصير فقط دراسة، ستدرس 12 ساعة يوميا او أكثر، و تنام في البقية، ان تملأ وقتك كاملا بالدراسة من اجل التفوق في القسم في مدرسة موجودة في العالم العربي ذو تعليم يتمركز في أواخر الترتيب في العالم أمر محزن قليلا، ان تزيل فكرة التفوق من عقلك سيمنحك وقتا أفضل و أوفر، سيمكنك من خلال ذلك الوقت الذي توفره بعيدا عن الدراسة من تعلم مهارات جديدة، لربما انت عاشق لكرة القدم، و تريد تنمية مهاراتك فيها في ذلك الوقت الذي وفرته، او عاشق للرسم، او صناعة الأشياء و غيرها، تنمية مهارة أمر جيد، أنت لا تريد ان تصير روبوتا هدفه الأول و الأخير ان يصير الأول في القسم مقابل التضحية بما يملك من مهارات و قدرات، انت تحتاج الى الوقت من اجل تنميتها و تطويرها، اما الدراسة فساعات الدراسة الى جانب بعض السويعات الصغيرة في المنزل كفيلة بجعلك تتجاوز تلك السنة الدراسية بعلامات و درجات مرضية. 

2 - تعاون مع زملائك ... لا تنافسهم : 

 لقد قضيت ما يكفي في الدراسة لأكون ضحية لعبارة " لا، لا أريد " حين تطلب من صديقك ان يمدك ببعض المعلومات المفيدة، او ان يساعدك في حل تمرين رياضيات، او ان يعيرك دفتره او كراسته خوفا من تجاوزه، او خوفا من أن تصير أفضل منه، ان تنافس زملائك يبعدك عنهم بالتأكيد، تصير تلميذا عدوا للبعض، لا أحد يريد ان يصادقك، لا احد يريد ان يكون مثلك، هنا تفقد أحد الأساسيات الجميلة في المدارس و التعليم، الا و هي التعاون و التآزر و التواصل، لا فائدة ترجى من الولوج الى قسم يتضمن 30 تلميذا يبغضك ثلاثة أرباعه.
ان تصير زميلا جيدا في الكفة الأخرى يكسبك العديد من الأشياء، اولا التعاون من أجل العلم، ان تذهب للمدرسة بشكل يومي سعيا للعلم، سعيا للمعرفة، المعرفة ليست حكرا عليك او على اي شخص، المعرفة متاحة للجميع، المشكلة في تلقيها، فالبعض مثلك يتلقاها بسرعة و يفهمها بشكل أفضل، لكن البعض من أصدقائك قد لا يفعل، قد لا يستوعب تلك المعرفة، دورك أنت كزميل جيد في القسم إعادة تهيئة تلك المعرفة من اجل زميلك الآخر ليستوعبها، لتعم المعرفة على الجميع، اما في الإمتحانات، فلا مشكلة ان كنت انانيا قليلا، فذلك أفضل من تغشيش زميل لك، مساعدة زميل في المعرفة لا يعني مساعدته في النجاح، فالنجاح يأتي على عاتقه هو و ليس أنت، نهايةََ، ستحصل على تجربة تعلم جيدة في سنتك الدراسية الجديدة. 

3 - إقرأ كتبا غير الكتب المخصصة في المنهج التعليمي : 

تعتمد جل المدارس في العالم العربي على كتب معينة، يقوم التلاميذ بدراستها و دراسة كل فقرة و إستخراج معانيها و تحليلها و ما الى ذلك، لكنها ليست مختارة لك، بل إجبارية عليك، قد لا تتوافق تلك الكتب مع تفكيرك، او قدراتك العقلية، او ربما أحيانا تبث أفكار معينة قد لا تريدها ان تلتصق في عقلك الباطني، فلا تعتمد عليها كثيرا، تعامل معها كمنهج دراسي لا أقل و لا أكثر، في الكفة الأخرى، إختر مجموعة من الكتب - قم بشرائها، لا تعتمد على الكتب الرقمية و الإلكترونية - إختر كتابا أثارك عنوانه، او كاتبه، او فكرته، بين الفينة و الأخرى، و حين تجد بعض الوقت لنفسك، أخرج ذلك الكتاب و قم بقرائته، قم بالإستمتاع بقرائته، تغلغل وسط أحرفه، و إفهم ما خلف سطوره، نمي قدراتك في القراءة و الإستيعاب، فعلينا جميعا قراءة الكتب سواء كنا تلاميذ او عكس ذلك . 

4 - تعلم أونلاين : 

 لا يمكنك عزيزي القارئ ان تحصل على واجب للبحث عن شخص ما او موضوع ما، ثم تلج الى الشبكة العنكبوتية  و تضع عنوان البحث في جوجل، ثم تلج الى اول نتيجة بحث خاصة بويكيبيديا ثم تقوم بطباعة الصفحة و تقديمها للأستاذ كجزء عظيم من البحث و التنفيذ، للأسف عليك تغيير هذه المنهجية، ففي حالة لم تكن لديك فكرة، فيسبوك و جوجل و كذا تويتر قد دفعت غرامات بقيمة 50 مليون دولار لبثها معلومات خاطئة و أفكار كاذبة على الإنترنت، تم إستدعاء مؤسس شركة فيسبوك " مارك زوكربريرغ " الى مقر الكونغرس الأمريكي لإستجوابه ليومين بسبب بث شبكته العنكبوتية لأفكار خاطئة و كاذبة، منصة ويكيبيديا منصة حرة يستطيع الكل التعديل عليها و كتابة ما يشاء من أفكار، قد يتم رفض معظمها، و لكن بعضها يتم قبوله، مما يجعلك في الأخير أنت أيضا تحصل بطريقة او بأخرى على أفكار خاطئة، و ترسلها لأستاذك بشكل خاطئ، الذي قد يشاركها مع بقية القسم بشكل خاطئ، بسبب شخص مجهول يريد المزاح على ويكيبديا، او أطراف خارجية تريد بث أفكار معينة عبر الإنترنت لأسباب معينة.
لذلك يوجد مواقع مثلنا، مواقع عربية تحاول توفير المعلومة بشكل صحيح قدر الإمكان من اجل إستخدامها بشكل صحيح، عموما التعلم اونلاين أصبح إجباريا و ضروريا، لكن ليس النسخ و اللصق، او إتباع ما جاء على أهواء أي موقع في هذا العالم،عليك التأكد من صحة كل معلومة أولا، ثم تعلم من خلال مواقع أكاديمية، فإن كنت على وشك دراسة الكيمياء و التفاعلات الكيميائية في مرحلة معينة، و لم تستوعب الدرس بشكل أفضل، يمكنك الإنضمام لمنصات مثل Edx و البحث عن الدروس و التعلم من خلالها بشكل أكاديمي و ليس إعتباطي، كما ستزيد مداركك في ذلك المجال على المدى البعيد، و ليس فقط من أجل إجتياز الإمتحان بنجاح في تلك المادة، حاول تقنين نفسك في التعلم أونلاين بالإعتماد على المصادر و المنصات الموثوقة و ليس أي مصدر آخر . 

5 - أبدع في التعلم : 

لا تتخذ الواجبات التي تحصل عليها كحمل ثقيل عليك، او الإمتحانات التي انت بصدد إجتيازها كجبل إيفريست على تجاوزه، بل قم بضمها، تعلم التعلم بطريقة إبداعية، يمكنك جعل الواجبات المنزلية على شكل Quizz تقوم بحلها، او تقوم بمكافئة نفسك بحلها، او قم بمشاركة الحلول على الإنترنت مع أصدقاء آخرين تتنافسون جميعا عن الأفضل بينكم في حل تلك الـ Quizz.
ان تبدع في فعل الشيئ سيجعلك تحبه، يوجد العديد من الطرق للإبداع في التعليم، هناك من يقوم بتصنيف الدروس على شكل بطاقات تتضمن معلومات معينة، يقوم بتغذية عقله من خلالها، لك حرية البحث في اليوتيوب عن طرق إبداعية للتعلم، او يمكنك فقط إبتكار طرقك الخاصة إن كانت لديك أي افكار مسبقا.

تابعنا على صفحتنا أكوا سوسايتي .

شاركه على :