ما حقيقة انقطاع الإنترنت عن العالم في أكتوبر

ما حقيقة انقطاع الإنترنت عن العالم في أكتوبر

 جولة واحدة في منصات السوشيال الميديا مرتع كل الأخبار الزائفة، وستجد أن الناس ترتعد خوفًا من انقطاع الإنترنت بتاريخ 11 أكتوبر. انتشرت هذه الشائعة بشكل كبير بين صفوف المستخدمين، منهم من يقولها مازحًا، ومنهم من تهيئ واستعد لانقطاع الإنترنت لأشهر منذ الإعلان عن الخبر. وما زاد الأمر تأكيدًا هو اعتماد شركة (ناسا) كمصدر لهذه المعلومة. فما صحة هذا الخبر؟ وهل ستنقطع الإنترنت عن العالم حقًا؟ 

ما حقيقة انقطاع الإنترنت عن العالم في أكتوبر

افهم القصة أولًا ... الإنترنت ستنقطع في شهر أكتوبر

تعود معالم القصة للسنة الماضية حين نشرت شركة (ناسا) تقرير عن اقتراب عاصفة شمسية ستضرب الأرض في غضون أشهر. وهذه المناسبة حقيقة بحثة، فالعواصف الشمسية (وتسمى أيضا بالعاصفة الجيومغناطيسية) تحدث دائمًا، وإن كانت عواصف حادة فإنها تسبب ارتيابا في القطع الإلكترونية المختلفة، وهو ما قد يؤدي في بعض الأحيان لانقطاع الكهرباء والإنترنت. 

إعلان (ناسا) عن حدوث عاصفة شمسية قريبا تم ترجمته بشكل خاطئ من طرف الكثير من المنابر الإعلامية خصوصا حسابات على انستغرام وتيك توك بطريقة Clickbait من أجل جلب التفاعل. فتم الإشارة إلى أنها ستؤدي إلى انقطاع الإنترنت حين حدوثها، والأصح أنه أثناء حدوثها قد وقد لا تتسبب في أي مشكل. 

ما الحقيقة؟ هل ستنقطع الإنترنت عن العالم حقًا؟ 

بالمختصر المفيد هو لا، لن تنقطع الإنترنت عن العالم. حتى شركة (ناسا) خرجت بتصريح تقول فيه أنه تم تشويه كلامها من طرف صناع المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي، ولم تقصد أن حدوث عاصفة شمسية قد يعطل الولوج للشبكة العنكبوتية. 

من أجل حدوث انقطاع في الإنترنت (والكهرباء بشكل عام) يجب على العاصفة الشمسية أن تكون حادة للغاية لتجابه البنيات التحتية (Infrastructures) الحالية. وهو ما استبعدته ناسا وأيضا خبراء من مجلة Livescience. 

أكدت (ناسا) أن العواصف الشمسية تحدث دائمًا ونشهدها لسنوات، ولم تؤثر يومًا على الإنترنت أو الطاقة الكهربائية في العالم. لكن بسبب التهويل الإعلامي خلق تقريرها الأخير جدلًا في أوساط المستخدمين. 

هل يمكن حقًا أن تنقطع الإنترنت في الوقت الحالي؟ 

في الحقيقة لا، صعب جدًا أن يكون هناك أي انقطاع على شبكة الإنترنت، ليس مستحيلًا لكنه صعب التحقيق للغاية. 

الإنترنت اليوم ليست مجرد تصفح للإنترنت ومشاهدة الصور على انستغرام أو تصفح الفيديوهات القصيرة على تيك توك. بل اليوم مستخدم في البورصات والبنوك والمحلات التجارية الكبرى وإدارة الخوادم السحابية والوصول للمعلومات والبيانات، وتقريبا أي شيء. حتى السيارات اليوم تعتمد على الإنترنت في مجموعة من الأمور. 

انقطاع الإنترنت يعني حرفيًا العودة للعصر الحجري (الحجري وليس حتى عصر قبل ظهور الإنترنت) وذلك لأنك لن تستطيع القيام بأي شيء، لا سحب أموالك من البنك، ولا شراء أغراضك من محلات تجارية، ولا حتى الدخول إلى منزلك إن كان منزلك يعتمد ولو قليلا على تقنيات إنترنت الأشياء. 

لنقربك أكثر من هول انقطاع الإنترنت، كم مرة تعطلت خدمات شركة ميتا (فيسبوك، انستغرام، واتسآب) أو خدمات شركة جوجل لبضع دقائق فقط، وتكبدت خسائر فاقت مليارات الدولارات، فما بالك بإنقطاع الإنترنت لأشهر. 

بحكم استخدامنا للإنترنت بهذه الشراهة وهذه القوة، هيئت الكثير من الشركات المزودة لخدمة الإنترنت ISP's تشكيلتها وبنيتها بشكل أفضل لتفادي مثل هذه المشاكل وانقطاع الإنترنت. 

يعيدنا هذا لحادثة Y2K الشهيرة

معضلة الألفية ( أو Y2K Delimma ) والتي نشرنا مقال كامل حولها بعنوان: هكذا كان " الكمبيوتر " سيؤدي الى نهاية العالم سنة 2000 !. لم يكن استخدام الإنترنت آنذاك بنفس قوة الاستخدام اليوم، لكنه كان سيتسبب في كارثة كبيرة، فشركات الطيران كانت ستلغي رحلاتها لأسابيع وأشهر، والبنوك خشية من إتلاف الملفات وأرشفتها، حتى أنه تم نشر تحذيرات عامة لعدم استخدام الإلكترونيات في ذلك اليوم. لحسن الحظ تم حل المشكلة في وقت عاجل تفاديًا لهذه المعضلة، ويمكنك قراءة المزيد عن الحدث في المقال السابق. 

شاركه على :