ما هي شبكة ماستودون (Mastodon) التي ذاع صيتها بعذ الاستحواذ على تويتر

 الاستحواذ على منصة تويتر من طرف إلون ماسك لم يكن بنفس الإيجابية التي توقعناها منذ إعلان هذ الأخير نيته الاستحواذ على المنصة. فقد كنا نتوقع حرية تعبير وإبداع، إضافات جديدة على تويتر تساهم في جعل المنصة مكانًا أفضل وأكثر منافسة لمنصات أخرى شهيرة الآن. لكن ما حدث هو العكس تمامًا، فقد تحول تويتر إلى منصة سامة، طرد لآلاف الموظفين، تحويل الخدمات المجانية إلى خدمات مدفوعة، قمع الحريات وحظر الحسابات التي لديها ضغائن ضد إلون ماسك (مثل آمبر هارد وبعض الممثلين الآخرين). تغييرات دفعت المالك السابق لتويتر (جاك دورسي) للخروج علنًا والاعتذار للجميع لما آلت إليه تويتر. 

في خضم كل هذا، حصلت منصة تواصل اجتماعي تُدعى ماستودون (Mastodon) على أكثر من مليون مستخدم في أقل من أسبوعين. وتعتبر منصة ماستودون منافس صريح لتويتر لم يحظى في البداية بالاهتمام، لكن الآن أصبح الجميع يدعو للإنضمام إليه. فما هي منصة ماستودون؟ 

ما هي منصة ماستودون (Mastodon)؟ 

هل تعلم أن عبارة ماستودون يُقصد بها أحد أنواع الفيلة المنقرضة (مثل الماموث لكنه أقصر) ؟ 

شبكة ماستودون هي شبكة منافسة لتوتير تجلب كل ميزات تويتر الأساسية عبرها. مثل إنشاء بروفايل خاص بك، متابعة مستخدمين آخرين، الإطلاع على منشوراتهم، إعادة مشاركة تغريداتهم (ريتويت)، الرد على منشوراتهم، الإعجاب بها، متابعة الهاشتاغات والنهوض بها، وما إلى ذلك. إنها نسخة طبق الأصل من الأساسيات الخاصة التي تشكل تويتر. 

لكن يوجد بعض الاختلافات في شبكة Mastodon، بحيث هنا عليك اختيار خوادم أو سيرفرات محددة تنضم إليها، كل سيرفر يتميز بعنصرين أساسيين: المكان الجغرافي ثم الاهتمامات. 

يمكنك الإنضمام مثلًا لسيرفر في أوروبا يهتم بمجال التقنية والتكنولوجيا، بذلك تظهر لك حسابات ومواضيع وتغريدات متعلقة بهذا المجال. لا يعني هذا أنه لا يمكنك متابعة الآخرين، أو الإطلاع على محتوى الخوادم الأخرى، أو حتى تغيير خادمك، بل كل هذا ممكن. الفكرة فقط من أجل تقسيم النقاشات والمواضيع والاهتمامات، فإن الخوادم تساعد على عملية التقسيم. بل حتى أنه يمكنك ابتكار خادم خاص بك. 

أثناء عملية التسجيل، ستحتاج إلى تخصيص حسابك أكثر عبر اختيار الخوادم والاهتمامات. ستجد العديد من الخوادم المقترحة التي تنشئ حسابك عليها، لا تقلق، إن وجدت خوادم أفضل يمكنك الإنتقال إليها. 

إنشاء حساب قد يكون أصعب مرحلة في استخدام المنصة، فلاحقا سيصبح استخدامها واضحًا وأفضل. ولن تلاحظ فرقًا بين المنصة وتويتر. 

ميزة الخوادم لها إيجابياتها وسلبياتها 

فكرة الخوادم والسيرفرات في ماستودون قد تكون مربكة، لكن لديها إيجابياتها وسلبياتها: 

فمن إيجابياتها أنها تقيد معايير المحتوى، بحيث يمكن للمستخدمين الولوج لخوادم تناقش محتواهم الخاص دون إرباك أو إهانة الطرف الآخر. قد يكون هذا مثالًا سيئًا لكن لتقريب الأمر لك، إن مللت من محتوى المثليين والشواذ، فيوجد خادم لهم ليناقشوا مواضيعهم بعيدًا عنا. 

من سلبياتها أنها تبقيك في العدم عن بعض المواضيع والنقاشات، فإن كانت لدي اهتمامات كثيرة (كالتقنية، السياسة، القراءة، الرياضة ...) فسأجد صعوبة في الحصول على محتوى في صفحتي الرئيسية (Feed) يتحدث عن كل هذه المجالات. 

عدد مستخدمين ماستودون يتجاوز المليون مستخدم في ظرف وجيز 

كشف المدير التنفيدي للمنصة (يوجين روشكو) أنه منذ الـ 27 من أكتوبر بدأ المستخدمون يتوافدون على المنصة بشكل يومي، ووصل عدد المستخدمين الجدد إلى نصف مليون مستخدم بحلول بداية شهر نوفمبر. 

تشير التقارير الحديثة أن المنصة الآن لديها فوق المليون مستخدم بحلول الـ 8 من نوفبر. وهي أرقام خيالية اكتسبتها المنصة في ظرف وجيز يتنبأ بنجاح المنصة وإن كان على الأقل نجاحًا لمدة قصيرة. 

هل منصة Mastodon واعدة؟ وتستحق التسجيل فيها 

لا نريد أن ننقص من قيمتها، لكننا شاهدنا هذا السيناريو أكثر من مرة: 

• تحديثات خصوصية جديدة  في واتسآب؟ الكل ينتقل إلى Signal، أسهم المنصة ترتفع، تحظى المنصة ببعض الاهتمام، ثم يعود المستخدمون إلى واتسآب. 
• مشاكل خاصة بانستغرام؟ ينتقل المستخدمون لمنصات منافسة مثل BeReal، تحظى المنصة ببعض الاهتمام، الكثير من المستخدمون الجدد، ثم يعودون لانستغرام.